[ ص: 624 ] سورة التكاثر
قوله تعالى: ثم لتسألن يومئذ عن النعيم
هذه النعم مما يسأل الإنسان عن شكرها يوم القيامة، ويطالب به، كما قال عز وجل: ثم لتسألن يومئذ عن النعيم
وخرج الترمذي من حديث وابن حبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: أبي هريرة "إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، فيقول له: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد؟ " .
وقال - رضي الله عنه -: النعيم: الأمن والصحة . وروي عنه مرفوعا . ابن مسعود
وقال علي بن أبي طلحة عن في قوله: ابن عباس ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال: النعيم: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل الله العباد: فيما استعملوها؟ وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله تعالى: إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا .
وخرج من رواية الطبراني - وفيه ضعف - عن أيوب بن عتبة ، عن عطاء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن عمر "من قال: لا إله إلا الله، كان له بها عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله وبحمده، كتب له بها مائة ألف حسنة، وأربعة وعشرون ألف حسنة" فقال رجل: كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله؟ قال: "إن الرجل ليأتي يوم [ ص: 625 ] القيامة بالعمل، لو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله، فتكاد أن تستنفد ذلك كله، إلا أن يتطاول الله برحمته " .
وروى بإسناد فيه ضعف - أيضا - عن ابن أبي الدنيا ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنس "يؤتى بالنعم يوم القيامة، وبالحسنات والسيئات، فيقول الله لنعمة من نعمه: خذي حقك من حسناته فما تترك له حسنة إلا ذهبت بها" . وبإسناده عن ، قال: عبد الله عابد خمسين عاما، فأوحى الله عز وجل إليه: إني قد غفرت لك، قال: يا رب، وما تغفر لي ولم أذنب؟ فأذن الله عز وجل لعرق في عنقه فضرب عليه، فلم ينم، ولم يصل، ثم سكن وقام، فأتاه ملك، فشكا إليه ما لقي من ضربان العرق، فقال الملك: إن ربك عز وجل يقول: "عبادتك خمسين سنة تعدل سكون ذا العرق " . وهب بن منبه
وخرج هذا المعنى مرفوعا من رواية الحاكم سليمان بن هرم القرشي عن عن محمد بن المنكدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: جابر أن جبريل أخبره أن عابدا عبد الله على رأس جبل في البحر خمسمائة سنة، ثم سأل ربه أن يقبضه وهو ساجد، قال: فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا، ونجد في العلم أنه يبعث يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله عز وجل، فيقول الرب عز وجل: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول العبد: يا رب، بعملي، ثلاث مرات، ثم يقول الله للملائكة: قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله، فيجدون نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة، وبقيت نعم الجسد له، فيقول: أدخلوا عبدي النار، فيجر إلى النار، فينادي ربه: برحمتك أدخلني الجنة، برحمتك، [ ص: 626 ] فيدخله الجنة، قال جبريل: إنما الأشياء برحمة الله يا محمد .
وسليمان بن هرم، قال : هو مجهول وحديثه غير محفوظ . العقيلي
وروى بإسناد فيه نظر، عن الخرائطي مرفوعا: عبد الله بن عمرو "يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله، فيقول لملائكته: انظروا في عمل عبدي ونعمتي عليه، فينظرون فيقولون: ولا بقدر نعمة واحدة من نعمك عليه، فيقول: انظروا في عمله سيئه وصالحه، فينظرون فيجدون كفافا، فيقول: عبدي، قد قبلت حسناتك، وغفرت لك سيئاتك، وقد وهبت لك نعمي فيما بين ذلك " .