مسألة : قال الشافعي : ( وإن شاءت المشركة أن تحضره في المساجد كلها حضرته إلا أنها لا تدخل المسجد الحرام لقول الله تعالى : فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا .
قال الماوردي : وهذا يكون في فيلاعن الزوج في المسجد . فأما الكتابية فلعانها فيما تعظمه من بيعهم وكنائسهم أولى من لعانها في مساجدنا ، فإن وافقها الزوج على التعانهما في مساجدنا لم يمنع إلا المسجد الحرام ؛ لأن لعان الكتابية إذا كانت تحت مسلم الشافعي يجوز إدخال أهل الذمة إلى جميع المساجد إلا المسجد الحرام ، وأبو حنيفة يجوز إدخالهم إلى جميعها وإلى المسجد الحرام ، ومالك يمنع من إدخالهم إلى جميع المساجد كما يمنعون من المسجد الحرام .
والدليل عليهما قول الله تعالى : إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا [ التوبة : 28 ] فنصه عن أبي حنيفة .
[ ص: 49 ] ودليلنا على مالك : قد ربط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبير بن مطعم إلى سارية في مسجده إلى أن سمع سورة طه فأسلم وقال : كان قلبي يتصدع وهذا دليل على مالك .