فصل : وإذا غلظ لعان الذميين بما يعظمون من الأمكنة كان تغليظه بما يعظمون من الأيمان معتبرا بخلوه من المعصية ، فما خلى من معصية جاز تغليظ أيمانهم به كقوله في لعان اليهوديين : - أشهد بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، وفي لعان النصرانيين : أشهد بالله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ، فقد روى جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أراد إحلاف اليهود عند إنكارهم آية الرجم قال لهم : " بالله الذي أنزل التوراة على موسى " فأما ما فيه من أيمانهم معصية ، فلا يجوز تغليظ لعانهم به كقول اليهود : في عزير : إنه ابن الله ، وقول النصارى في المسيح ، أو كيمين غيرهم بأصنامهم وأوثانهم ، وهكذا لا يجوز إحلاف اليهود بموسى ، ولا إحلاف النصارى بعيسى ، كما لا يجوز إحلاف المسلمين بمحمد ، لأن الأيمان بالمخلوقين محظور ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت