[ ص: 186 ] كتاب الصلاة
" المختصر من المختصر من المسند الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - على الشرط الذي اشترطنا في كتاب الطهارة " .
( 1 ) باب بدء فرض الصلوات الخمس .
301 - أخبرنا أبو طاهر ، نا ، نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، نا محمد بن بشار بندار ، محمد بن جعفر ، عن وابن أبي عدي ، عن سعيد بن أبي عروبة قتادة ، عن ، عن أنس بن مالك مالك بن صعصعة - رجل من قومه - ، زمزم ، قال : " فشرح صدري إلى كذا وكذا " . فأوتيت بطست من ذهب فيها من ماء
قال قتادة : قلت : ما يعني به ؟ قال : إلى أسفل بطنه - " فاستخرج قلبي ، فغسل بماء زمزم ، ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة ، ثم أوتيت بدابة أبيض ، يقال له البراق ، فوق الحمار ودون البغل ، يقع خطاه أقصى طرفه ، فحملت عليه ثم انطلقت حتى أتينا السماء الدنيا ، واستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : من معك ؟ قال : محمد ، [ قيل ] : وبعث إليه ؟ قال : نعم ، ففتح لنا ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء ، فأتيت على آدم ، فقلت : [ ص: 187 ] يا جبريل من هذا ؟ قال : هذا أبوك آدم ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح " . قال : " ثم انطلقنا حتى أتينا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل : قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، ففتح لنا ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على يحيى ، وعيسى فقلت : يا جبريل من هذان ؟ قال يحيى ، وعيسى - قال سعيد : إني حسبت أنه قال في حديثه : ابني الخالة - فسلمت عليهما ، فقالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح " . قال : " ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل قيل : من هذا ؟ قال : جبريل : قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قال : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، قال : ففتح لنا ، وقال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، قال : فأتيت على يوسف ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، ثم انطلقنا إلى السماء الرابعة ، فكان نحو من كلام جبريل وكلامهم ، فأتيت على إدريس فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم انتهينا إلى السماء الخامسة ، فأتيت على هارون فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا إلى السماء السادسة ، فأتيت على موسى - صلى الله عليهم أجمعين - فسلمت عليه ، فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، فلما جاوزت بكى . قال : ثم رجعت إلى سدرة المنتهى ، فحدث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أن نبقها مثل قلال هجر ، وورقها مثل آذان الفيلة ، وحدث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان ، فقلت : يا جبريل ما هذه الأنهار ؟ قال : أما النهران الباطنان ، فنهران في الجنة ، وأما الظاهران : فالنيل والفرات ، ثم رفع لنا البيت المعمور ، قلت : يا [ ص: 188 ] جبريل ما هذا ؟ قال : هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منها لم يعودوا فيه آخر ما عليهم ، قال : ثم أوتيت بإناءين أحدهما خمر ، والآخر لبن يعرضان علي ، فاخترت اللبن ، فقيل : أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ، ففرضت علي كل يوم خمسون صلاة فأقبلت بهن حتى أتيت على موسى فقال : بما أمرت ؟ قلت : بخمسين صلاة كل يوم قال : إن أمتك لا تطيق ذلك إني قد بلوت بني إسرائيل قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك ، فسله التخفيف لأمتك فرجعت ، فخفف عني خمسا فما زلت أختلف بين ربي وبين موسى يحط عني ويقول لي مثل مقالته ، فأتيت على موسى ، فقال : بما أمرت ، قلت : بخمس صلوات كل يوم ، قال : إن أمتك لا تطيق ذلك قد بلوت الناس قبلك وعالجت حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، قال : لقد اختلفت إلى ربي حتى استحييت لكني أرضى وأسلم ، فنوديت إني قد أجزت - أو أمضيت - فريضتي وخففت عن عبادي وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها " . أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول : خذ بين الثلاثة ،