[ ص: 584 ] 1184 - حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا ، ح وثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي أبو عمار ، نا جميعا عن الفضل بن موسى محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن قال : أبي هريرة ، فقيل له : أي رسول الله أتصنع هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقوم حتى ترم قدماه " . أفلا أكون عبدا شكورا هذا لفظ المحاربي .
قال أبو بكر : " في هذا دلالة على أن الشكر لله عز وجل قد يكون بالعمل له ؛ لأن الشكر كله لله ، وقد يكون باللسان قال الله اعملوا آل داود شكرا [ سبأ : 13 ] . فأمرهم جل وعلا أن يعملوا له شكرا ، فالشكر قد يكون بالقول والعمل جميعا ، لا على ما يتوهم العامة أن الشكر إنما يكون باللسان فقط ، وقوله : غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر من الجنس الذي أقول إنه جائز في اللغة أن يقال : يكون في معنى كان ؛ لأن الله إنما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : إنا فتحنا لك فتحا مبينا [ الفتح : 1 ] . وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم : قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم على القائل ، ولم يقل أيضا : وعدني أن يغفر ؛ لأنه قد غفر " .