صفة قوامه عليه الصلاة والسلام ، وطيب رائحته
في " صحيح " من حديث البخاري ربيعة ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم ؛ ليس بالطويل ولا بالقصير .
وقال أبو إسحاق عن البراء : ، وأحسنهم خلقا ، ليس بالطويل ولا بالقصير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها . أخرجاه في " الصحيحين " .
وقال عن نافع بن جبير علي : ، لم أر قبله ولا بعده مثله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل ولا [ ص: 422 ] بالقصير .
وقال عن سعيد بن منصور ، عن خالد بن عبد الله ، عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي قال : وهو إلى الطول أقرب ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل ولا بالقصير ، . الحديث . وكان عرقه كاللؤلؤ
وقال سعيد ، عن نوح بن قيس ، عن خالد بن خالد التميمي ، عن يوسف بن مازن الراسبي ، عن علي قال : . الحديث . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالذاهب طولا ، وفوق الربعة ، إذا جاء مع القوم غمرهم ، وكان عرقه في وجهه كاللؤلؤ
وقال الزبيدي ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن قال : أبي هريرة ، لم أر قبله ولا بعده مثله وكان يقبل جميعا ، ويدبر جميعا . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة ، وهو إلى الطول أقرب ،
وثبت في " " من حديث البخاري حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال : ولا شممت رائحة أطيب من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم . ورواه ما مسست بيدي ديباجا ولا حريرا ولا شيئا ألين من مسلم من [ ص: 423 ] حديث عن سليمان بن المغيرة ، ثابت ، عن أنس به .
ورواه مسلم أيضا من حديث حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : ، كأن عرقه اللؤلؤ ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ، وما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ .
وقال أحمد : ثنا ابن أبي عدي ، ثنا حميد ، عن أنس قال : . وهذا إسناد ثلاثي على شرط " الصحيحين " ، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه . ما مسست شيئا قط خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال يعقوب بن سفيان : أنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد - وأخرجه من حديث البيهقي أحمد بن حازم بن أبي غرزة عنه - قال : ثنا أسباط بن نصر ، عن سماك ، عن قال : جابر بن سمرة . ورواه صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ، ثم خرج إلى أهله ، وخرجت معه فاستقبله ولدان ، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا . قال : وأما أنا فمسح خدي ، فوجدت ليده [ ص: 424 ] بردا وريحا ، كأنما أخرجها من جؤنة عطار مسلم عن عمرو بن حماد به نحوه .
قال ثنا أبو زرعة الرازي سعيد بن محمد الجرمي ، ثنا أبو ثميلة ، عن أبي حمزة ، عن جابر ، عن عبد الجبار بن وائل ، عن أبيه قال : . كنت أصافح النبي صلى الله عليه وسلم أو يمس جلدي جلده ، فأتعرفه في يدي بعدما نالته أطيب رائحة من المسك
وقال الإمام أحمد : ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، وحجاج ، أخبرني شعبة ، عن الحكم سمعت أبا جحيفة قال : . زاد فيه عون عن أبيه : يمر من ورائها الحمار والمرأة . خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء ، فتوضأ وصلى الظهر ركعتين وبين يديه عنزة
قال حجاج في الحديث : ثم قام الناس فجعلوا يأخذون يده فيمسحون بها وجوههم . قال فأخذت يده فوضعتها على وجهي ، فإذا هي أبرد من الثلج ، وأطيب ريحا من المسك . وهكذا رواه عن البخاري ، الحسن بن منصور ، عن عن حجاج بن محمد الأعور ، شعبة ، فذكر مثله سواء . وأصل الحديث في [ ص: 425 ] " الصحيحين " أيضا .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أنا يزيد بن هارون ، هشام بن حسان وشعبة وشريك ، عن يعلى بن عطاء ، عن جابر بن يزيد ، عن أبيه - يعني - قال : يزيد بن الأسود صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر بمنى ، فانحرف فرأى رجلين من وراء الناس ، فدعا بهما فجيء بهما ترعد فرائصهما ، فقال : " ما منعكما أن تصليا مع الناس ؟ " قالا : يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في الرحال . قال " فلا تفعلا إذا صلى أحدكم في رحله ، ثم أدرك الصلاة مع الإمام فليصلها معه ، فإنها له نافلة " قال : فقال أحدهما : استغفر لي يا رسول الله . فاستغفر له ، قال : ونهض الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونهضت معهم ، وأنا يومئذ أشب الرجال وأجلده . قال : فما زلت أزحم الناس حتى وصلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده ، فوضعتها إما على وجهي أو صدري ، قال : فما وجدت شيئا أطيب ولا أبرد من . قال : وهو يومئذ في مسجد الخيف يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم رواه أيضا ، عن أسود بن عامر وأبي النضر ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، سمعت جابر بن يزيد بن الأسود ، عن أبيه أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 426 ] الصبح ، فذكر الحديث ، قال : . وقد رواه ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم . قال : فأخذت بيده فمسحت بها وجهي ، فوجدتها أبرد من الثلج ، وأطيب ريحا من المسك أبو داود من حديث شعبة ، والترمذي من حديث والنسائي هشيم ، عن يعلى به . وقال الترمذي : حسن صحيح .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو نعيم ، ثنا مسعر ، عن عبد الجبار بن وائل بن حجر قال : حدثني أهلي عن أبي قال : . وهكذا رواه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء ، فشرب منه ، ثم مج في الدلو ، ثم صب في البئر ، أو شرب من الدلو ، ثم مج في البئر ، ففاح منها مثل ريح المسك من طريق البيهقي يعقوب بن سفيان ، عن به . أبي نعيم ، وهو الفضل بن دكين
وقال الإمام أحمد : ثنا هاشم ، ثنا سليمان ، عن ثابت ، عن أنس قال : المدينة بآنيتهم فيها الماء ، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها ، فربما جاؤوه في الغداة الباردة ، فغمس يده فيها . ورواه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم أهل مسلم من حديث به . أبي النضر هاشم بن القاسم
وقال الإمام أحمد : حدثنا حجين بن المثنى ، ثنا عبد العزيز ، يعني ابن أبي [ ص: 427 ] سلمة الماجشون ، عن عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أنس قال : أم سليم فينام على فراشها وليست فيه . قال : فجاء ذات يوم فنام على فراشها ، فأتت فقيل لها : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيتك على فراشك . قال : فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش ، ففتحت عتيدتها ، فجعلت ، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما تصنعين يا أم سليم ؟ " فقالت : يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا . قال " أصبت " تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ورواه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل بيت مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن حجين به .
وقال أحمد : ثنا ثنا هاشم بن القاسم ، سليمان ، عن ثابت ، عن أنس قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عندنا فعرق ، ، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا وجاءت أمي بقارورة ، فجعلت تسلت العرق فيها أم سليم ما هذا الذي تصنعين ؟ " قالت : هذا عرقك نجعله في طيبنا ، وهو من أطيب الطيب ورواه مسلم ، عن عن زهير بن حرب ، به . أبي النضر هاشم بن القاسم
[ ص: 428 ] وقال أحمد : ثنا إسحاق بن منصور ، يعني السلولي ، ثنا عمارة ، يعني ابن زاذان ، عن ثابت ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيل عند أم سليم ، وكان من أكثر الناس عرقا ، فاتخذت له نطعا ، وكان يقيل عليه ، وخطت بين رجليه خطا ، وكانت تنشف العرق فتأخذه ، فقال : " ما هذا يا أم سليم ؟ " قالت : عرقك يا رسول الله ، أجعله في طيبي . قال : فدعا لها بدعاء حسن تفرد به أحمد من هذا الوجه .
وقال أحمد : ثنا محمد بن عبد الله ، ثنا حميد ، عن أنس قال : أم سليم فينام على فراشها ، وليست أم سليم في بيتها ، فتأتي فتجده نائما ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا نام ذف عرقا ، فتأخذ عرقه بقطنة في قارورة فتجعله في مسكها . وهذا إسناد ثلاثي على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ولا أحد منهما . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي بيت
وقال : أخبرنا البيهقي محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عمرو المقرئ ، أنا الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة - وقال مسلم : ثنا [ ص: 429 ] أبو بكر بن أبي شيبة - ثنا عفان ، ثنا وهيب ، ثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، عن أم سليم أم سليم ، ما هذا ؟ " فقالت : عرقك أدوف به طيبي . لفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتيها ، فيقيل عندها فتبسط له نطعا ، فيقيل عليه ، وكان كثير العرق ، فكانت تجمع عرقه ، فتجعله في الطيب والقوارير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا مسلم .
وقال أبو يعلى الموصلي في مسنده : ثنا بشر ، ثنا حلبس بن غالب ، ثنا عن سفيان الثوري ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، قال : أبي هريرة . قال : " فخذها ، ومر ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة ، وتطيب به " . قال : فكانت إذا تطيبت به شم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب فسموا بيوت المطيبين يسلت العرق من ذراعيه حتى امتلأت القارورة وهذا حديث غريب جدا . جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني زوجت ابنتي ، وأنا أحب أن تعينني بشيء . قال : " ما عندي شيء ، ولكن إذا كان غد فأتني بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة ، وآية بيني وبينك أن تدق ناحية الباب " . قال : فأتاه بقارورة واسعة الرأس ، وعود شجرة . قال : فجعل
[ ص: 430 ] وقد قال الحافظ : ثنا أبو بكر البزار محمد بن هاشم ، ثنا موسى بن عبد الله ، ثنا عمر بن سعيد ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس قال : المدينة وجدوا منه رائحة الطيب ، وقالوا : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر في طريق من طرق . وقد رواه في " دلائل النبوة " من حديث أبو زرعة الرازي عمر بن سعيد الأبح ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس قال : المدينة وجد من ذلك الطريق رائحة المسك ، فيقولون : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق . ثم قال : وهذا الحديث رواه أيضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر في طريق من طرق عن أبيه ، عن معاذ بن هشام ، قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف بريح الطيب . قلت : ، وكان مع ذلك يحب الطيب أيضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبا ، وريحه طيب .
قال الإمام أحمد : ثنا أبو عبيدة ، عن سلام أبي المنذر ، عن ثابت ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : حبب إلي النساء والطيب ، وجعل قرة عيني في الصلاة .
ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، ثنا سلام أبو المنذر القارئ ، عن ثابت ، عن [ ص: 431 ] أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما حبب إلي من الدنيا النساء والطيب ، وجعل قرة عيني في الصلاة وهكذا رواه بهذا اللفظ ، عن النسائي الحسين بن عيسى القومسي ، عن عن عفان بن مسلم ، سلام بن سليمان أبي المنذر القارئ البصري ، عن ثابت ، عن أنس فذكره .
وقد روي من وجه آخر بلفظ : حبب إلي من دنياكم ثلاث ؛ الطيب والنساء ، وجعل قرة عيني في الصلاة وليس بمحفوظ بهذا ، فإن الصلاة ليست من أمور الدنيا ، وإنما هي من أهم شئون الآخرة . والله أعلم .