قال الله تعالى : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا [ الأحزاب : 32 - 34 ] . لا خلاف أنه ، وهن ; عليه الصلاة والسلام ، توفي عن تسع عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية ، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموية ، وزينب بنت جحش الأسدية ، وأم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية ، وميمونة بنت الحارث الهلالية ، وسودة بنت زمعة العامرية ، وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية ، رضي الله عنهن وأرضاهن . وكانت له سريتان ; وهما وصفية بنت حيي بن أخطب النضرية الإسرائيلية الهارونية ، مارية بنت شمعون القبطية المصرية من كورة أنصنا ، وهي أم ولده [ ص: 202 ] إبراهيم ، عليه السلام ، وريحانة بنت شمعون القرظية ، أسلمت ثم أعتقها ، فلحقت بأهلها ، ومن الناس من يزعم أنها حجبت . والله أعلم .
وأما الكلام على ذلك مفصلا ومرتبا من حيث ما وقع أولا فأولا مجموعا من كلام الأئمة ، رحمهم الله ، فنقول وبالله المستعان : روى الحافظ الكبير من طريق أبو بكر البيهقي عن سعيد بن أبي عروبة ، قتادة قال ، دخل منهن بثلاث عشرة ، واجتمع عنده إحدى عشرة ، ومات عن تسع . ثم ذكر هؤلاء التسع اللاتي ذكرناهن ، رضي الله عنهن . ورواه تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس عشرة امرأة بحر بن كنيز عن قتادة ، عن أنس . والأول أصح . ورواه سيف بن عمر التميمي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، مثله . وروى وابن عباس سيف عن سعيد بن عبد الله ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عائشة مثله ; قالت : فالمرأتان اللتان لم يدخل بهما فهما ; عمرة بنت يزيد الغفارية ، والشنباء ; فأما عمرة فإنه خلا بها وجردها فرأى بها وضحا ، فردها وأوجب لها الصداق ، [ ص: 203 ] وحرمت على غيره ، وأما الشنباء فلما أدخلت عليه لم تكن يسيرة ، فتركها ينتظر بها اليسر ، فلما مات ابنه إبراهيم على تفئة ذلك ، قالت : لو كان نبيا لم يمت ابنه . فطلقها وأوجب لها الصداق ، وحرمت على غيره . قالت : فاللاتي اجتمعن عنده ; عائشة ، وسودة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وأم حبيبة ، وزينب بنت جحش ، وزينب بنت خزيمة ، وجويرية ، وصفية ، وميمونة ، وأم شريك .
قلت : وفي " صحيح " عن البخاري أنس . والمشهور أن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه وهن إحدى عشرة امرأة لم يدخل بها ، كما سيأتي بيانه ، ولكن المراد بالإحدى عشرة اللاتي كان يطوف عليهن التسع المذكورات والجاريتان أم شريك مارية وريحانة .
وروى عن يعقوب بن سفيان الفسوي ، الحجاج بن أبي منيع ، عن جده عبيد الله بن أبي زياد الرصافي ، عن الزهري - وقد علقه [ ص: 204 ] في " صحيحه " عن البخاري الحجاج هذا ، وأورد له الحافظ طرقا عنه - أن أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عساكر زوجه إياها أبوها قبل البعثة - وفي رواية قال خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، الزهري : وكان خديجة إحدى وعشرين سنة ، وقيل : خمسا وعشرين سنة . زمان بنيت عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج الكعبة . وقاله الواقدي ، وزاد : ولها خمس وأربعون سنة . وقال آخرون من أهل العلم : كان عمره ، عليه الصلاة والسلام ، يومئذ ثلاثين سنة . وعن حكيم بن حزام قال : كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة ، وعمرها أربعون سنة . وعن ابن عباس : كان عمرها ثمانيا وعشرين سنة . رواهما . وقال ابن عساكر كان عليه الصلاة والسلام ابن سبع وثلاثين سنة - فولدت له ابن جريج القاسم ، وبه كان يكنى ، والطيب ، والطاهر ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة .
قلت : وهي أم أولاده كلهم سوى إبراهيم فمن مارية ، كما سيأتي بيانه . ثم تكلم على كل بنت من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تزوجها ، وحاصله : زينب تزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن [ ص: 205 ] عبد مناف ، وهو ابن أخت أن خديجة ، أمه هالة بنت خويلد ، فولدت له ابنا اسمه علي ، وبنتا اسمها وقد تزوجها أمامة بنت زينب ، علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة ، ومات وهي عنده ، ثم تزوجت بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب . رقية فتزوجها عثمان بن عفان ، فولدت له ابنه وأما عبد الله وبه كان يكنى أولا ، ثم اكتنى بابنه عمرو ، وماتت رقية ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر ، ولما قدم بالبشارة وجدهم قد ساووا التراب عليها ، وكان زيد بن حارثة عثمان قد أقام عندها يمرضها ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره ، ثم زوجه بأختها أم كلثوم ، ولهذا كان يقال له : ذو النورين . فتوفيت عنده أيضا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاطمة فتزوجها ابن عمه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، فدخل بها بعد وقعة وأما بدر كما قدمنا ، فولدت له حسنا ، وبه كان يكنى ، وحسينا ، وهو المقتول شهيدا بأرض العراق . قلت : ويقال : ومحسنا . قال : وزينب وأم كلثوم ، وقد تزوج زينب هذه ابن عمها عبد الله بن جعفر ، فولدت له عليا وعونا ، وماتت عنده ، وأما أم كلثوم فتزوجها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فولدت له زيدا ومات عنها ، فتزوجت بعده ببني عمها جعفر واحدا بعد واحد ; تزوجت بعون بن جعفر فمات عنها ، فخلف عليها أخوه محمد فمات عنها ، فخلف عليها أخوهما عبد الله بن جعفر ، فماتت عنده . قال الزهري : وقد كانت تزوجت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين ; الأول منهما خديجة بنت خويلد عتيق بن عائذ بن مخزوم ، فولدت منه جارية وهي أم محمد بن [ ص: 206 ] صيفي ، والثاني أبو هالة التميمي فولدت له هند ابن هند ، وقد سماه ابن إسحاق ، فقال : ثم خلف عليها بعد هلاك عتيق بن عائذ أبو هالة النباش بن زرارة ، أحد بني عمرو بن تميم ، حليف بني عبد الدار ، فولدت له رجلا وامرأة ، ثم هلك عنها ، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فولدت له بناته الأربع ثم بعدهن القاسم والطيب والطاهر ، فذهب الغلمة جميعا وهم يرضعون .
قلت : ولم يتزوج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياتها امرأة ، كذلك رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أنها قالت ذلك . وقد قدمنا تزويجها في موضعه وذكرنا شيئا من فضائلها بدلائلها .
قال الزهري : ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة بعائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، . ولم يتزوج بكرا غيرها
قلت : ولم يولد له منها ولد ، وقيل : بل أسقطت منه ولدا سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ، ولهذا كانت تكنى بأم عبد الله . وقيل إنما كانت تكنى بعبد الله ابن أختها أسماء من رضي الله عنهم . الزبير بن العوام
قلت : وقد قيل : إنه صلى الله عليه وسلم تزوج سودة قبل عائشة . قاله ابن إسحاق وغيره كما قدمنا ذكر الخلاف في ذلك . فالله أعلم . وقد قدمنا صفة [ ص: 207 ] تزويجه عليه الصلاة والسلام ، بهما قبل الهجرة ، وتأخر دخوله بعائشة إلى ما بعد الهجرة .
قال : حفصة بنت عمر بن الخطاب ، وكانت قبله تحت وتزوج صلى الله عليه وسلم ، خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن حذافة بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي مات عنها مؤمنا .
قال : أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكانت قبله تحت ابن عمها وتزوج صلى الله عليه وسلم . أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
قال : سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، وكانت قبله تحت وتزوج صلى الله عليه وسلم السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو بن عبد شمس ، مات عنها مسلما بعد رجوعه وإياها من أرض الحبشة إلى مكة رضي الله عنهما .
قال : أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وكانت قبله تحت وتزوج صلى الله عليه وسلم عبيد الله بن جحش بن رئاب ، من بني أسد بن خزيمة ، مات بأرض الحبشة نصرانيا ، بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض عمرو بن أمية الضمري الحبشة فخطبها عليه ، فزوجها منه عثمان بن عفان كذا قال ، والصواب [ ص: 208 ] وأصدقها عنه خالد بن سعيد بن العاص ، النجاشي أربعمائة دينار ، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة ، وقد قدمنا ذلك كله مطولا . ولله الحمد والمنة
قال : زينب بنت جحش بن رئاب بن أسد بن خزيمة ، وأمها وتزوج صلى الله عليه وسلم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت قبله تحت أميمة بنت عبد المطلب مولاه ، عليه الصلاة والسلام ، وهي أول نسائه لحوقا به ، وأول من عمل عليها النعش ، صنعته زيد بن حارثة عليها كما رأت ذلك بأرض أسماء بنت عميس الحبشة . قال : وتزوج صلى الله عليه وسلم وهي من زينب بنت خزيمة ، بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة ، ويقال لها : أم المساكين . وكانت قبله تحت عبد الله بن جحش بن رئاب قتل يوم أحد فلم تلبث عنده ، عليه الصلاة والسلام ، إلا يسيرا حتى توفيت ، رضي الله عنها .
وقال يونس عن محمد بن إسحاق : كانت قبله عند الحصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف ، أو عند أخيه الطفيل بن الحارث .
قال الزهري : ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة قال : وهي التي وهبت نفسها . وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت : الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم خطبها ، وكان السفير بينهما أبو رافع مولاه ، كما بسطنا ذلك في عمرة القضاء . قال الزهري : وقد تزوجت قبله رجلين ، أولهما [ ص: 209 ] ابن عبد ياليل - وقال سيف بن عمر في روايته : كانت تحت عمير بن عمرو أحد بني عقدة من ثقيف بن عمرو الثقفي ، مات عنها - ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي .
قال : من جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن الحارث بن عائذ بن مالك بن المصطلق خزاعة ، يوم وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم المريسيع فأعتقها وتزوجها . ويقال : بل قدم أبوها الحارث ، وكان ملك خزاعة فأسلم ، ثم تزوجها منه صلى الله عليه وسلم ، وكانت قبله عند ابن عمها صفوان بن أبي الشفر . قاله قتادة عن سعيد بن المسيب ، والشعبي ، وغيرهم قالوا : وكان هذا البطن من ومحمد بن إسحاق خزاعة حلفاء لأبي سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم; ولهذا يقول حسان :
وحلف الحارث بن أبي ضرار وحلف قريظة فيكم سواء
وقال سيف بن عمر في روايته ، عن سعيد بن عبد الله ، عن عن ابن أبي مليكة ، عائشة قالت : وكانت جويرية تحت ابن عمها مالك بن صفوان بن [ ص: 210 ] تولب ذي الشفر بن أبي السرح بن مالك بن المصطلق .قال : من صفية بنت حيي بن أخطب بني النضير يوم خيبر وهي عروس وسبى بكنانة بن أبي الحقيق . وقد زعم سيف بن عمر في روايته أنها كانت قبل كنانة عند سلام بن مشكم ، فالله أعلم . قال : فهذه إحدى عشرة امرأة دخل بهن . قال : وقد قسم عمر بن الخطاب في خلافته لكل امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفا ، وأعطى جويرية ستة آلاف ، ستة آلاف ، بسبب أنهما سبيتا . قال وصفية الزهري : وقد حجبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقسم لهما .
قلت : وقد بسطنا الكلام فيما تقدم في تزويجه عليه الصلاة والسلام ، كل واحدة من هذه النسوة رضي الله عنهن في موضعه .
قال الزهري : وقد العالية بنت ظبيان بن عمرو من بني أبي بكر بن كلاب ، ودخل بها ، وطلقها صلى الله عليه وسلم . قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذا في كتابي . وفي رواية غيره : ولم يدخل بها فطلقها . البيهقي
وقد قال محمد بن سعد ، عن حدثني رجل من هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، بني أبي بكر بن كلاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب ، فمكثت عنده دهرا ثم طلقها .
[ ص: 211 ] وقد روى يعقوب بن سفيان ، عن حجاج بن أبي منيع ، عن جده ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أن الضحاك بن سفيان الكلابي هو الذي دل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها ، وأنا أسمع من وراء الحجاب ، قال : يا رسول الله ، هل لك في أخت أم شبيب ؟ وأم شبيب امرأة الضحاك . وبه قال الزهري : بني عمرو بن كلاب ، فأنبئ أن بها بياضا ، فطلقها ولم يدخل بها . قلت : الظاهر أن هذه هي التي قبلها . والله أعلم . وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من
قال : بني الجون الكندي ، وهم حلفاء وتزوج أخت بني فزارة ، فاستعاذت منه ، فقال : " لقد عذت بعظيم ، الحقي بأهلك " فطلقها ولم يدخل بها . قال : وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرية يقال لها مارية . فولدت له غلاما اسمه إبراهيم ، فتوفي وقد ملأ المهد . وكانت له وليدة يقال لها : ريحانة بنت شمعون ، من أهل الكتاب من خنافة ، وهم بطن من بني قريظة ، أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويزعمون أنها قد احتجبت .
وقد روى الحافظ بسنده ، عن ابن عساكر علي بن مجاهد أن خولة بنت الهذيل بن هبيرة التغلبي ، وأمها رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج خرنق بنت خليفة ، أخت فحملت إليه من دحية بن خليفة ، الشام فماتت في الطريق ، شراف بنت فضالة بن خليفة ، فحملت إليه من فتزوج خالتها الشام فماتت في الطريق أيضا .
وقال عن يونس بن بكير ، محمد بن إسحاق : وقد أسماء بنت كعب الجونية ، فلم يدخل بها حتى طلقها ، وتزوج كان رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 212 ] تزوج عمرة بنت يزيد إحدى نساء بني كلاب ثم من بني الوحيد ، وكانت قبله عند الفضل بن عباس بن عبد المطلب ، فطلقها ولم يدخل بها . قال : فهاتان هما اللتان ذكرهما البيهقي الزهري ، ولم يسمهما ، إلا أن ابن إسحاق لم يذكر العالية .
وقال : أنبأنا البيهقي أنبأنا الحاكم ، الأصم ، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار ، عن عن يونس بن بكير ، زكريا بن أبي زائدة ، الشعبي قال : وهبن لرسول الله صلى الله عليه وسلم نساء أنفسهن ، فدخل ببعضهن ، وأرجى بعضهن ، فلم يقربهن حتى توفي ، ولم ينكحن بعده ، منهن فذلك أم شريك ، ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك قوله تعالى [ الأحزاب : 51 ] قال عن : وقد روينا عن البيهقي عن أبيه قال : هشام بن عروة ، خولة - يعني بنت حكيم - ممن وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال كانت : وروينا في حديث البيهقي في قصة الجونية التي استعاذت فألحقها بأهلها ، أن اسمها أبي أسيد الساعدي أميمة بنت النعمان بن شراحيل . كذا قال .
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا ثنا محمد بن عبد الله الزبيري ، عبد الرحمن بن الغسيل ، حمزة بن أبي أسيد عن أبيه ، عن أبيه ، [ ص: 213 ] قالا : مر بنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب له ، فخرجنا معه حتى انطلقنا إلى حائط يقال له : الشوط . حتى انتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجلسوا " . ودخل هو وقد أتي وعباس بن سهل بالجونية ، فعزلت في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ، ومعها داية لها ، فلما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " هبي لي نفسك " قالت : وهل تهب الملكة نفسها للسوقة ؟ ! وقالت : إني أعوذ بالله منك . قال : " لقد عذت بمعاذ " ثم خرج علينا فقال : " يا أبا أسيد اكسها رازقيتين ، وألحقها بأهلها " وقال غير عن أبي أحمد : امرأة من بني الجون يقال لها أمينة .
وقال : حدثنا البخاري أبو نعيم ، ثنا عن عبد الرحمن بن الغسيل ، حمزة بن أبي أسيد ، أبي أسيد قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له : الشوط . حتى انتهينا إلى حائطين جلسنا بينهما ، فقال صلى الله عليه وسلم " اجلسوا هاهنا " . فدخل وقد أتي بالجونية ، فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ، ومعها دايتها حاضنة لها ، فلما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هبي نفسك لي " قالت : وهل تهب الملكة نفسها للسوقة ؟ ! قال : فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن ، فقالت : " أعوذ بالله منك " . فقال : قد عذت بمعاذ ثم خرج علينا فقال : " يا أبا أسيد [ ص: 214 ] اكسها رازقيتين ، وألحقها بأهلها " . عن
قال : وقال البخاري الحسين بن الوليد ، عن عن عبد الرحمن بن الغسيل ، عن أبيه عباس بن سهل بن سعد ، قالا : وأبي أسيد ، أميمة بنت شراحيل ، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها ، فكأنها كرهت ذلك ، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين . ثم قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم : حدثنا البخاري عبد الله بن محمد ، ثنا إبراهيم بن أبي الوزير ، ثنا عبد الرحمن ، عن حمزة ، عن أبيه ، وعن عن أبيه بهذا . انفرد عباس بن سهل بن سعد ، بهذه الروايات من بين أصحاب الكتب . البخاري
وقال : ثنا البخاري ثنا الحميدي ، الوليد ، ثنا الأوزاعي ، سألت الزهري : أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه ؟ فقال : أخبرني عروة ، عائشة أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : أعوذ بالله منك . فقال " لقد عذت بعظيم ، الحقي بأهلك " وقال : ورواه عن حجاج بن أبي منيع ، عن جده ، عن الزهري أن عروة أخبره أن عائشة قالت . . . انفرد به دون مسلم .
قال : ورأيت في كتاب " المعرفة " البيهقي لابن منده ، أن اسم التي استعاذت منه أميمة بنت النعمان بن شراحيل ، ويقال : فاطمة بنت الضحاك . [ ص: 215 ] والصحيح أنها أميمة ، والله أعلم ، وزعموا أن الكلابية اسمها عمرة ، وهي التي وصفها أبوها بأنها لم تمرض قط ، فرغب عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد روى محمد بن سعد ، عن محمد بن عبد الله ، عن الزهري قال : هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان ، استعاذت منه فطلقها ، فكانت تلقط البعر وتقول : أنا الشقية . قال : وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة ثمان ، وماتت سنة ستين .
وذكر يونس ، عن ابن إسحاق أسماء بنت كعب الجونية ، وعمرة بنت يزيد الكلابية . وقال فيمن تزوجها عليه الصلاة والسلام ، ولم يدخل بها ، ابن عباس وقتادة : أسماء بنت النعمان بن أبي الجون . فالله أعلم . قال ابن عباس : لما استعاذت منه خرج من عندها مغضبا ، فقال له الأشعث : لا يسؤك ذلك يا رسول الله ، فعندي أجمل منها . فزوجه أخته قتيلة . وقال غيره : كان ذلك في ربيع سنة تسع .
وقال عن سعيد بن أبي عروبة ، قتادة : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امرأة . فذكر منهن قال : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شريك الأنصارية النجارية ، الأنصار ، ولكني أكره غيرتهن " ولم يدخل بها . قال : وتزوج : " إني لأحب أن أتزوج من أسماء بنت الصلت من بني حرام ، ثم من بني [ ص: 216 ] سليم ، ولم يدخل بها ، وخطب جمرة بنت الحارث المزنية .
وقال : وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة امرأة . فذكر منهن أبو عبيدة معمر بن المثنى أخت قتيلة بنت قيس الأشعث بن قيس ، فزعم بعضهم أنه تزوجها قبل وفاته بشهرين ، وزعم آخرون أنه تزوجها في مرضه . قال : ولم تكن قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها . قال : وزعم آخرون أنه عليه الصلاة والسلام أوصى أن تخير قتيلة ، فإن شاءت يضرب عليها الحجاب ، وتحرم على المؤمنين ، وإن شاءت ، فلتنكح من شاءت ، فاختارت النكاح ، فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت ، فبلغ ذلك أبا بكر ، فقال : لقد هممت أن أحرق عليهما . فقال عمر بن الخطاب : ما هي من أمهات المؤمنين ، ولا دخل بها ، ولا ضرب عليها الحجاب . قال أبو عبيدة : وزعم بعضهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوص فيها بشيء ، وأنها ارتدت بعده ، فاحتج عمر على أبي بكر بارتدادها ; أنها ليست من أمهات المؤمنين . وذكر ابن منده أن التي ارتدت هي البرصاء من بني عوف بن سعد بن ذبيان .
وقد روى الحافظ من طرق ، عن ابن عساكر عن داود بن أبي هند ، عكرمة ، عن ابن عباس أن قتيلة أخت الأشعث بن قيس ، فمات قبل أن يخيرها ، فبرأها الله منه . رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج
وروى حماد بن سلمة ، عن عن داود بن أبي هند ، الشعبي ، أن عكرمة [ ص: 217 ] بن أبي جهل لما تزوج قتيلة أراد أبو بكر أن يضرب عنقه ، فراجعه عمر بن الخطاب فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها ، وإنها ارتدت مع أخيها ، فبرئت من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . فلم يزل به حتى كف عنه .
قال : وزاد الحاكم أبو عبيدة في العدد فاطمة بنت شريح ، وسنا بنت أسماء بن الصلت السلمية . هكذا روى ذلك من طريق ابن عساكر ابن منده بسنده ، عن قتادة ، فذكره . وقال محمد بن سعد ، عن ابن الكلبي مثل ذلك . قال ابن سعد : وهي سبا .
قال : ويقال ابن عساكر سنا بنت الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف السلمي .
قال ابن سعد : أخبرنا حدثني هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، العرزمي ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : سنا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب .
كان في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا أسيد يخطب عليه امرأة من بني عامر يقال لها : عمرة بنت يزيد بن عبيد بن كلاب ، فتزوجها ، فبلغه أن بها بياضا فطلقها .
[ ص: 218 ] وقال محمد بن سعد ، عن الواقدي ، حدثني أبو معشر قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مليكة بنت كعب ، وكانت تذكر بجمال بارع . فدخلت عليها عائشة ، فقالت : ألا تستحين أن تنكحي قاتل أبيك ؟ فاستعاذت منه فطلقها ، فجاء قومها فقالوا : يا رسول الله ، إنها صغيرة ولا رأي لها ، وإنها خدعت ، فارتجعها ، فأبى ، فاستأذنوه أن يزوجوها بقريب لها من بني عذرة ، فأذن لهم . قال : وكان أبوها قد قتله خالد بن الوليد يوم الفتح .
قال الواقدي : وحدثني عبد العزيز الجندعي ، عن أبيه ، عن عطاء بن يزيد قال : دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة ثمان ، وماتت عنده . قال الواقدي : وأصحابنا ينكرون ذلك .
وقال : أنبأنا الحافظ أبو القاسم ابن عساكر أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني ، أنبأنا شجاع بن علي بن شجاع ، أنبأنا أبو عبد الله بن منده ، أنبأنا الحسن بن محمد بن حليم المروزي ، ثنا أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري ، عبد الله بن عثمان ، أنبأنا أنبأنا عبد الله بن المبارك ، عن يونس بن يزيد ، قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن شهاب الزهري خديجة بنت خويلد بن أسد بمكة ، وكانت قبله تحت عتيق بن عائذ المخزومي ، ثم تزوج بمكة ثم تزوج عائشة بنت أبي بكر ، بالمدينة وكانت قبله تحت حفصة بنت عمر ، خنيس بن حذافة السهمي ، ثم تزوج وكانت قبله تحت [ ص: 219 ] سودة بنت زمعة ، السكران بن عمرو ، أخي بني عامر بن لؤي ، ثم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش الأسدي ، أحد بني خزيمة ، ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية ، وكان اسمها هند ، وكانت قبله تحت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن عبد العزى ثم تزوج صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة الهلالية ، وتزوج صلى الله عليه وسلم العالية بنت ظبيان ، من بني بكر بن عمرو بن كلاب ، وتزوج صلى الله عليه وسلم امرأة من بني الجون من كندة ، وسبى جويرية - في الغزوة التي هدم فيها مناة غزوة المريسيع - ابنة الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق من خزاعة ، وسبى من صفية بنت حيي بن أخطب بني النضير ، وكانتا مما أفاء الله عليه فقسم لهما ، واستسر مارية جاريته القبطية ، فولدت له إبراهيم ، واستسر ريحانة من بني قريظة ، ثم أعتقها فلحقت بأهلها ، واحتجبت وهي عند أهلها ، العالية بنت ظبيان ، وفارق أخت وطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عمرو بن كلاب ، وفارق أخت بني الجون الكندية من أجل بياض كان بها ، وتوفيت زينب بنت خزيمة الهلالية ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي ، وبلغنا أن العالية بنت ظبيان التي طلقت تزوجت قبل أن يحرم الله النساء ، فنكحت ابن عم لها من قومها ، وولدت فيهم . سقناه بالسند لغرابة ما فيه من ذكره تزويج سودة بالمدينة ، والصحيح أنه كان بمكة قبل الهجرة ، كما قدمناه . والله أعلم .
قال عن يونس بن بكير ، محمد بن إسحاق قال : فماتت خديجة بنت [ ص: 220 ] خويلد قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين ، لم يتزوج عليها امرأة حتى ماتت هي وأبو طالب في سنة ، فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ثم تزوج بعد سودة بنت زمعة ، سودة لم يتزوج بكرا غيرها ، ولم يصب منها ولدا حتى مات ثم تزوج بعد عائشة بنت أبي بكر عائشة ثم تزوج بعد حفصة بنت عمر ، حفصة زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين ، ثم تزوج بعدها أم حبيبة بنت أبي سفيان ، ثم تزوج بعدها ثم تزوج بعدها أم سلمة هند بنت أبي أمية ، زينب بنت جحش ، ثم تزوج بعدها . قال : ثم تزوج بعد جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار جويرية ثم تزوج بعدها صفية بنت حيي بن أخطب ، . فهذا الترتيب أحسن وأقرب مما رتبه ميمونة بنت الحارث الهلالية الزهري . والله أعلم .
وقال عن يونس بن بكير ، أبي يحيى عن جميل بن زيد الطائي ، عن سهل بن زيد الأنصاري قال : بني غفار ، فدخل بها ، فأمرها فنزعت ثوبها ، فرأى بها بياضا من برص عند ثدييها ، فانماز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال " خذي ثوبك " . وأصبح فقال لها : " الحقي بأهلك " . فأكمل لها صداقها . تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من
وقد رواه أبو نعيم ، من حديث جميل بن زيد ، عن سهل بن زيد [ ص: 221 ] الأنصاري ، وكان ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من غفار ، فذكر مثله .
قلت : وممن تزوجها صلى الله عليه وسلم ، ولم يدخل بها أم شريك الأزدية . قال الواقدي : والمثبت أنها دوسية . وقيل الأنصارية . ويقال عامرية ، وأنها خولة بنت حكيم السلمي . وقال الواقدي : اسمها غزية بنت جابر بن حكيم .
قال محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن حكيم ، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : كان جميع ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امرأة ، منهن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم . أم شريك الأنصارية
وقال عن سعيد بن أبي عروبة ، قتادة : وتزوج من أم شريك الأنصارية بني النجار ، وقال الأنصار ، ولكني أكره غيرتهن " ولم يدخل بها . : " إني أحب أن أتزوج من
وقال ابن إسحاق ، عن حكيم ، عن محمد بن علي ، عن أبيه قال : تزوج صلى الله عليه وسلم ليلى بنت الخطيم الأنصارية ، وكانت غيورا فخافت نفسها عليه ، فاستقالته فأقالها .