وممن توفي فيها من الأعيان : أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي بكر بن محمد بن داود التوزري ، الشيخ الإمام المحدث فخر الدين بمكة يوم الأحد حادي عشر [ ص: 133 ] ربيع الآخر ، وقد سمع الكثير ، وأجازه خلق يزيدون على ألف شيخ ، وقرأ الكتب الكبار وغيرها ، وقرأ " صحيح " أكثر من ثلاثين مرة ، رحمه الله . البخاري
عز الدين محمد بن العدل شهاب الدين أحمد بن عمر بن إلياس الرهاوي ، كان يباشر استيفاء الأوقاف وغير ذلك ، وكان من أخصاء أمين الملك ، فلما مسك بمصر ، أرسل إلى هذا وهو معتقل بالعذراوية ليحضر على البريد ، فمرض ، فمات بالمدرسة العذراوية ليلة الخميس التاسع عشر من جمادى الآخرة وله من العمر خمس وثلاثون سنة ، وكان قد سمع من أصحاب ابن طبرزد والكندي ، ودفن من الغد بباب الصغير ، وترك من بعده ولدين ذكرين : جمال الدين محمد ، وعز الدين .
الشيخ الكبير تقي الدين المقصاتي ، هو أبو بكر بن عمر بن المشيع الجزري المعروف بالمقصاتي ، نائب الخطابة ، وكان يقرئ الناس [ ص: 134 ] القراءات من نحو خمسين سنة المقرئ بالعراق والشام ، وكان شيخا عارفا بالقراءات السبع وغيرها من الشواذ ، وله إلمام بالنحو ، وفيه ورع واجتهاد ، توفي ليلة السبت حادي عشرين جمادى الآخرة ، ودفن من الغد بسفح قاسيون تجاه الرباط الناصري ، وقد جاوز الثمانين ، رحمه الله .