وممن توفي فيها من الأعيان :
أبو الفرج بن الحداد ، صدقة بن الحسين قرأ القرآن ، وسمع الحديث ، وتفقه وأفتى ، وقال الشعر ونظر في الكلام وناظر ، وله تاريخ ذيل فيه على شيخه ابن الزاغوني ، وفيه غرائب وعجائب .
[ ص: 526 ] وقال ابن الساعي كان شيخا عالما فاضلا وكان فقيرا يأكل من أجرة النسخ ، وكان يأوي إلى مسجد ببغداد عند البدرية يؤم فيه ، وكان يتعتب على الزمان وبنيه .
ورأيت في " المنتظم " يذمه ويرميه بالعظائم ، وأورد له من أشعاره ما فيه مشابهة ابن الجوزي لابن الراوندي في الزندقة ، فالله أعلم . وكانت وفاته في ربيع الآخر من هذه السنة عن خمس وسبعين سنة ، ودفن بباب حرب ، ورويت له منامات غير صالحة ، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة .
محمد بن أحمد بن عبد الجبار ، أبو المظفر الحنفي ، المعروف بالمشطب ، كان من الفضلاء المشاهير ، تفقه ، ودرس ، وأفتى ، وناظر . توفي في هذه السنة وقد جاوز الثمانين .
أبو منصور العطار ، المعروف بحفدة ، محمد بن أسعد بن محمد سمع الكثير وتفقه وناظر وأفتى ودرس ، وقدم بغداد فمات بها في هذه السنة ، رحمه الله تعالى .
خال السلطان صلاح [ ص: 527 ] الدين ، محمود بن تكش ، شهاب الدين الحارمي من خيار الأمراء وشجعانهم ، وقد أقطعه ابن أخته حماة حين فتحها ، وقد حاصره الفرنج بها في هذه السنة وهو مريض ، ففتحوها وقتلوا بعض أهلها ، فردوهم خائبين ، ولله الحمد .
فاطمة بنت نصر بن العطار
كانت من سادات النساء ، وهي من سلالة أخت صاحب المخزن ، وكانت من العابدات المتورعات المخدرات ، يقال : إنها لم تخرج من منزلها سوى ثلاث مرات ، وقد أثنى عليها الخليفة وغيره ، والله أعلم .