[ ص: 93 ] ثم دخلت سنة ثمان وسبعين وأربعمائة
في المحرم منها زلزلت أرجان فهلك خلق كثير من الروم ومواشيهم ، وفيها ، وأعقب ذلك موت الفجأة ، ثم ماتت الوحوش في البرية ، ثم تلاه موت البهائم حتى عزت الألبان واللحمان ، ومع هذا كله وقعت فتنة عظيمة بين الروافض والسنة فقتل خلق كثير . كثرت الأمراض بالحمى والطاعون بالعراق والحجاز والشام
وفي ربيع الأول من النخيل وغيرها ، ووقعت صواعق في البلاد حتى ظن الناس أن القيامة قد قامت ثم انجلى ذلك ولله الحمد . هاجت ريح سوداء وسفت رملا وتساقطت أشجار كثيرة
وفيها ولد للخليفة ولده أبو عبد الله الحسين وزينت بغداد وضربت الطبول والبوقات وكثرت الصدقات
وفيها استولى فخر الدولة ابن جهير على بلاد كثيرة منها آمد وميافارقين وجزيرة ابن عمر وانقرضت دولة بني مروان على يده في هذه السنة . وفي ثاني عشر شعبان منها قلد أبو بكر محمد بن مظفر الشامي قضاء [ ص: 94 ] القضاة ببغداد ، بعد وفاة أبي عبد الله الدامغاني وخلع عليه في الديوان ، وحج بالناس الأمير ختلغ التركي ، وزار النبي صلى الله عليه وسلم ذاهبا وآيبا قال أظن أنها آخر حججي فكان كذلك
وفيها خرج توقيع الخليفة المقتدي بأمر الله بتجديد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل محلة والأمر بإلزام أهل الذمة بالغيار وكسر الملاهي وإراقة الخمور وإخراج أهل الفساد .