غرق بغداد
في جمادى الآخرة جاء مطر عظيم وسيل قوي كثير ، وزادت دجلة حتى غرقت جانبا كبيرا من بغداد حتى خلص ذلك إلى دار الخلافة ، فخرج الجواري حاسرات حتى صرن إلى الجانب الغربي وهرب الخليفة من مجلسه ، فلم يجد طريقا يسلكه ، فحمله بعض الخدم إلى التاج ، وكان ذلك يوما عظيما وأمرا هائلا وهلك للناس أموال عظيمة جدا ، ومات خلق كثير تحت الردم من أهل بغداد والقرايا ، وجاء على وجه السيل من الأخشاب والوحوش والحيات شيء كثير جدا ، وسقطت دور كثيرة في الجانبين وغرقت قبور كثيرة ; من ذلك قبر الخيزران ، ومقبرة الإمام أحمد بن حنبل ، ودخل الماء من [ ص: 45 ] شبابيك المارستان العضدي ، وأتلف السيل في الموصل شيئا كثيرا ، وصدم سور سنجار فهدمه ، وأخذ بابه من موضعه إلى مسيرة أربعة فراسخ .
وفي ذي الحجة منها جاءت البصرة فانجعف منها نحو من خمسة آلاف نخلة . ريح شديدة بأرض