وممن توفي فيها من الأعيان :
[ ص: 627 ] الحسن بن أبي الهبيش ، أبو علي الزاهد
أحد العباد والزهاد وأصحاب الأحوال ، دخل عليه بعض الوزراء فقبل يده ، فعوتب الوزير في ذلك ، فقال : كيف لا أقبل يدا ما امتدت إلا إلى الله تعالى ؟!
علي بن عيسى بن الفرج بن صالح ، أبو الحسن الربعي النحوي
أخذ العربية أولا عن أبي سعيد السيرافي ، ثم عن أبي علي الفارسي ، ولازمه عشرين سنة حتى كان يقول : قولوا له : لو سار من المشرق إلى المغرب لم يجد أحدا أنحى منه . وكان يوما يمشي على شاطئ دجلة إذ نظر إلى الشريفين الرضي والمرتضى في سفينة ، ومعهما عثمان بن جني ، فقال لهما : من أعجب الأشياء أن عثمان معكما ، وعلي بعيد منكما يمشي على شاطئ دجلة ، وكانت وفاته في المحرم من هذه السنة عن ثنتين وتسعين سنة ، ودفن بباب الدير ، ويقال : إنه لم يتبع جنازته سوى ثلاثة أنفس .
أسد الدولة ، أبو علي صالح بن مرداس بن إدريس الكلابي
أول ملوك بني مرداس بحلب ، انتزعها من يدي نائبها الظاهر بن الحاكم العبيدي في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة ، ثم جاءه جيش كثيف من مصر ، فاقتتلوا ، فقتل أسد الدولة هذا في سنة تسع عشرة ، وقام حفيده نصر .