[ ص: 610 ] ثم دخلت سنة سبع عشرة وأربعمائة
في العشرين من المحرم وقعت فتنة بين الأسفهسلارية وبين العيارين ، وركبت لهم الأتراك بالدبادب ، كما يفعل في الحرب ، وأحرقت أبواب كثيرة من الدور التي احتمى فيها العيارون ، وأحرق من الكرخ جانب كبير ، ونهب أهله ، وتعدى النهب إلى غيره أيضا ، وكانت فتنة هائلة شنيعة ، ثم خمدت في اليوم الثاني ، وقرر على أهل الكرخ مائة ألف دينار مصادرة ; لإثارتهم الفتن والشرور .
وفي شهر ربيع الآخر شهد أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري عند قاضي القضاة ابن أبي الشوارب بعدما كان استتابه عما ذكر عنه من الاعتزال .
وفي رمضان منها انقض كوكب سمع له دوي كدوي الرعد ، ووقع في سلخ شوال برد لم يعهد مثله ، واستمر ذلك إلى العشرين من ذي الحجة ، وجمد الماء طول هذه المدة ، حتى حافات دجلة والأنهار الكبار ، وقاسى الناس شدة عظيمة ، وتأخر المطر وزيادة دجلة ، وقلت الزراعة ، وامتنع كثير من الناس عن [ ص: 611 ] التصرف . ولم يحج أحد من العراق وخراسان في هذه السنة لفساد البلاد والطرقات ، والله أعلم .