سابور بن أردشير
وزر ثلاث مرات ، ووزر لبهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة لمشرف الدولة أيضا ، وكان كاتبا سديدا عفيفا عن الأموال ، كثير الخير ، سليم الباطن ، وكان إذا سمع المؤذن لا يشغله شئ عن الصلاة ، وقد وقف دارا للعلم في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وجعل فيها كتبا كثيرة جدا ، ووقف عليها غلة كثيرة ، فبقيت سبعين سنة ، ثم أحرقت عند مجيء الملك طغرلبك في سنة خمسين وأربعمائة ، وكانت محلتها بين السورين ، وقد كان جيد المعاشرة إلا أنه كان يعزل عماله سريعا ، توفي في هذه السنة ، وقد قارب التسعين .
عثمان النيسابوري الخركوشي الواعظ
قال : صنف كتابا في الوعظ من أبرد الأشياء ، وفيه أحاديث كثيرة موضوعة ، وكلمات مرذولة إلا أنه كان خيرا صالحا ، وكانت له وجاهة عند الخلفاء والملوك ، وكان ابن الجوزي الملك محمود بن سبكتكين إذا رآه قام له ، وكانت محلته حمى يحتمي بها من [ ص: 608 ] الظلمة ، وقد وقع في بلدته نيسابور موت ، وكان يغسل الموتى محتسبا ، فغسل نحوا من عشرة آلاف ميت ، رحمه الله تعالى .
محمد بن الحسن بن صالحان ، أبو منصور
الوزير لمشرف الدولة ولبهاء الدولة أيضا ، كان وزير صدق ، جيد المباشرة ، حسن الصلاة ، محافظا على أوقاتها ، وكان محسنا إلى الشعراء والعلماء ، توفي ببغداد في هذه السنة عن ست وسبعين سنة .
الملك مشرف الدولة ، أبو علي بن بهاء الدولة ، أبي نصر بن عضد الدولة بن بويه الديلمي
صاحب بغداد وغيرها من البلاد . أصابه مرض حاد فتوفي لثمان بقين من ربيع الآخر عن ثلاث وعشرين سنة وثلاثة أشهر وخمسة وعشرين يوما .
التهامي ، علي بن محمد التهامي أبو الحسن
له ديوان مشهور ، وله مرثاة في ولده ، وكان قد مات صغيرا أولها :
حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار
[ ص: 609 ] ومنها :إني لأرحم حاسدي لحر ما ضمت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم في جنة وقلوبهم في نار
طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفير هار
جاورت أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري