[ ص: 563 ] ثم دخلت سنة ست وأربعمائة
في يوم الثلاثاء مستهل المحرم من هذه السنة وقعت فتنة بين أهل السنة والروافض ، فسكن الفتنة الوزير فخر الملك ، على أن تعمل الروافض بدعتهم يوم عاشوراء من تعليق المسوح والنوح .
وفي هذا الشهر ورد الخبر بوقوع وباء شديد في البصرة أعجز الحفارين والناس عن دفن موتاهم ، وأنه أظلت البلد سحابة في حزيران ، فأمطرتهم مطرا شديدا كثيرا .
وفي يوم السبت ثالث صفر قلد المرتضى أبو القاسم نقابة الطالبيين والمظالم والحج ، وجميع ما كان يتولاه أخوه الرضي ، وقرئ تقليده بمحضر من الوزير فخر الملك والقضاة والأعيان ، وكان يوما مشهودا .
وفيها ورد الخبر عن الحجيج بأنه هلك منهم بسبب العطش أربعة عشر ألفا ، وسلم منهم ستة آلاف ، وأنهم شربوا أبوال الجمال من العطش .
وفي هذه السنة محمود بن سبكتكين بلاد الهند ، فسلك به الأدلاء على بلاد غريبة ، فانتهوا إلى أرض قد غمرها الماء من البحر ، فخاض بنفسه الماء أياما ، [ ص: 564 ] حتى خلصوا بعد ما غرق كثير من جيشه ، وعاد إلى غزا خراسان بعد جهد جهيد .
ولم يذهب الركب في هذه السنة من العراق ; لفساد البلاد من الأعراب ، والله أعلم .