أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله ، أبو بكر بن مالك القطيعي
من قطيعة الدقيق ببغداد ، راوي " مسند أحمد " عن ابنه عبد الله ، وقد روى عنه غير ذلك من مصنفات أحمد ، وحدث عن غيره من المشايخ أيضا ، وكان ثقة كثير الحديث ، وقد حدث عنه الدارقطني وابن شاهين والبرقاني وأبو نعيم ، ولم يمتنع أحد من الرواية عنه ، ولا التفتوا إلى ما شغب به بعضهم من الكلام فيه ، بسبب غرق بعض كتبه حين غرقت القطيعة بالماء الأسود ، فاستحدث بعضها من نسخ أخر ، وهذا ليس بشيء ; لأنها قد تكون معارضة على كتبه التي غرقت ، والله أعلم . ويقال : إنه تغير في آخر عمره ، فكان لا يدري ما قرئ عليه . وقد جاوز التسعين ، رحمه الله . والحاكم
تميم بن المعز الفاطمي
وبه كان يكنى ، وقد كان من أكابر أمراء دولة أبيه [ ص: 392 ] وأخيه العزيز ، وفيه كرم ، وله فضيلة ، وقد اتفقت له كائنة غريبة ، وهي أنه أرسل إلى بغداد فاشتريت له جارية مغنية بمبلغ جزيل ، فلما حضرت عنده أضاف أصحابه ، ثم أمرها فغنت - وكانت تحب شخصا ببغداد - :
وبدا له من بعد ما اندمل الهوى برق تألق موهنا لمعانه يبدو كحاشية الرداء ودونه
صعب الذرى متمنع أركانه فبدا لينظر كيف لاح فلم يطق
نظرا إليه وصده أشجانه فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه
والماء ما سمحت به أجفانه
العقيقي
صاحب الحمام والدار المنسوبتين إليه بمحلة باب البريد بدمشق ، واسمه بن جعفر بن عبد [ ص: 393 ] الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، الشريف أبو القاسم الحسيني العقيقي أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد العقيقي .
قال : كان من وجوه الأشراف ابن عساكر بدمشق ، وإليه تنسب الدار والحمام بمحلة البريد ، وقد امتدحه الوأواء الدمشقي وذكر أنه توفي يوم الثلاثاء لأربع خلون من جمادى الأولى من هذه السنة ، وأنه دفن من الغد ، وأغلق البلد بسبب جنازته ، وحضرها بكجور وأصحابه - يعني نائب دمشق - ودفن خارج باب الصغير .
قلت : وقد اشترى الملك الظاهر ركن الدين بيبرس داره ، وبناها مدرسة ودار حديث وتربة ، وبها قبره ، وذلك في حدود سنة سبعين وستمائة ، كما سيأتي بيانه .
أبو سعيد السيرافي النحوي : الحسن بن عبد الله بن المرزبان ، أبو سعيد السيرافي النحوي القاضي
سكن بغداد وولي القضاء بها نيابة ، وله شرح كتاب وطبقات النحاة . سيبويه
وروى عن أبي بكر بن دريد وغيره ، وكان أبوه مجوسيا ، وكان أبو سعيد السيرافي هذا عالما باللغة والقراءات والنحو والعروض والفرائض والحساب ، وغير ذلك من فنون العلم .
[ ص: 394 ] وكان زاهدا لا يأكل إلا من عمل يده ، كان ينسخ في كل يوم عشر ورقات بعشرة دراهم ، تكون منها نفقته وقوته ، رحمه الله تعالى ، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين ، وينتحل مذهب أهل العراق في الفقه ، وقرأ القرآن على ابن مجاهد واللغة على ابن دريد والنحو على ابن السراج والمبرمان ، ونسبه بعضهم إلى الاعتزال ، وأنكره آخرون .
وكانت وفاته في رجب من هذه السنة عن أربع وثمانين سنة ، ودفن بمقبرة الخيزران .
عبد الله بن إبراهيم بن أبي القاسم الزنجاني ، ويعرف بالآبندوني
رحل في طلب الحديث إلى الآفاق ، ورافق في بعض ذلك ، ثم سكن ابن عدي بغداد وحدث بها عن أبي يعلى ، ، والحسن بن سفيان وابن خزيمة ، وغيرهم .
وكان ثقة ثبتا له مصنفات ، زاهدا ، روى عنه البرقاني ، وأثنى عليه خيرا ، وذكر أن أكثر أكله الخبز المأدوم بمرق الباقلاء ، وذكر أشياء من تقلله وزهده وورعه ، وتوفي عن خمس وتسعين سنة ، رحمه الله تعالى .
عبد الله بن محمد بن ورقاء ، الأمير أبو أحمد الشيباني من أهل [ ص: 395 ] البيوتات والحشمة ، بلغ التسعين ، روى عن ابن الأعرابي أنه أنشد في صفة النساء :
هي الضلع العوجاء لست تقيمها ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أيجمعن ضعفا واقتدارا على الفتى أليس عجيبا ضعفها واقتدارها
محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي
راوي " صحيح مسلم " عن وفيها توفي إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه ، عن مسلم بن الحجاج ، وكان من الزهاد ، يأكل من كسب يده من النسخ ، وبلغ ثمانين سنة ، رحمه الله تعالى وإيانا بمنه وكرمه .