[ ص: 363 ] ثم دخلت سنة خمس وستين وثلاثمائة
فيها ، فجعل لولده قسم ركن الدولة بن بويه ممالكه بين أولاده عندما كبرت سنه عضد الدولة بلاد فارس وكرمان وأرجان ، ولولده مؤيد الدولة الري وأصبهان ، ولفخر الدولة همدان والدينور ، وجعل ولده أبا العباس في كنف عضد الدولة وأوصاه به .
ببغداد أبو محمد بن معروف في دار عز الدولة وفي مجلسه عن أمره له في ذلك لفصل الحكومات ، وحكم بين الناس بين يديه . وفيها جلس قاضي القضاة
مكة ولقوا شدة عظيمة ، وغلت الأسعار عندهم جدا . وفيها حج بالناس أمير المصريين من جهة العزيز بن المعز الفاطمي بعدما حوصر أهل
وذكر أن في هذه السنة ذهب يوسف بلكين - نائب المعز الفاطمي على بلاد إفريقية - إلى ابن الأثير سبتة فأشرف عليها من جبل مطل عليها ، فجعل يتأمل من أين يحاصرها ؟ نصف يوم ، فخافه أهلها خوفا شديدا ، ثم انصرف عنها إلى مدينة هنالك يقال لها : بصرة ، في المغرب ، فأمر بهدمها [ ص: 364 ] ونهبها ، ثم سار إلى مدينة برغواطة ، وبها رجل يقال له : عيسى ابن أم الأنصار ، وهو ملكها ، وقد اشتدت المحنة به لسحره وشعبذته ، وادعى أنه نبي ، فأطاعوه ، ووضع لهم شريعة يقتدون به فيها ، فقاتلهم بلكين ، فهزمهم ، وقتل هذا الفاجر ، ولله الحمد والمنة ، ونهب أموالهم ، وسبى ذراريهم ، فلم ير سبي أحسن أشكالا منهم ، فيما ذكره أهل تلك البلاد في ذلك الزمان .