ذكر من توفي فيها من الأعيان
أبو الحسن الغضائري علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان ، [ ص: 20 ] سمع القواريري وعباسا العنبري ، وكان من العباد الثقات . قال : جئت يوما إلى السري السقطي ، فدققت عليه بابه ، فخرج إلي ، ووضع يده على عضادتي الباب ، وهو يقول : اللهم اشغل من شغلني عنك بك . قال : فنالتني بركة هذه الدعوة ، فحججت على قدمي من حلب إلى مكة أربعين حجة ذاهبا وآيبا .
أبو العباس السراج الحافظ
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله الثقفي مولاهم ، أبو العباس السراج ، أحد الأئمة الثقات الحفاظ ، مولده سنة ثماني عشرة ومائتين ، سمع قتيبة وخلقا كثيرا من وإسحاق بن راهويه أهل خراسان وبغداد والكوفة والبصرة والحجاز ، وقد حدث عنه البخاري ومسلم ، وهما أكبر منه وأقدم ميلادا ووفاة ، وله مصنفات كثيرة نافعة جدا ، وكان يعد من مجابي الدعوة .
وقد رأى في منامه كأنه يرقى في سلم ، فصعد فيه تسعا وتسعين درجة ، فما أولها على أحد إلا قال له : تعيش تسعا وتسعين سنة . فكان كذلك . وقد ولد له ابنه أبو عمرو ، وعمره ثلاث وثمانون سنة . قال : فسمعت الحاكم أبا عمرو يقول : فكنت إذا دخلت المسجد على أبي والناس عنده يقول لهم : هذا عملته في ليلة ، ولي من العمر ثلاث وثمانون سنة .