فيها إبراهيم بن جبريل الصائفة ، فدخل بلاد غزا الروم من درب الصفصاف ، فخرج النقفور للقائة ، فجرح النقفور ثلاث جراحات ، وانهزم وقتل من أصحابه أكثر من أربعين ألفا ، وغنموا أكثر من أربعة آلاف دابة .
وفيها القاسم ابن الرشيد بمرج دابق . وفيها حج بالناس رابط الرشيد ، وكانت آخر حجاته .
وقال أبو بكر بن عياش حين رأى الرشيد منصرفا من الحج ، وقد اجتاز بالكوفة : لا يحج الرشيد بعدها ، ولا يحج بعده خليفة أبدا .
وقد لقيه بهلول الموله العاقل فوعظه موعظة حسنة ، فروينا من طريق الفضل بن الربيع الحاجب قال : حججت مع الرشيد فمررنا بالكوفة ، فإذا بهلول المجنون يهذي ، فقلت : اسكت ، فقد أقبل أمير المؤمنين . فسكت ، فلما حاذاه الهودج قال : يا أمير المؤمنين ، حدثني ثنا أيمن بن نابل ، قدامة بن [ ص: 665 ] عبد الله العامري قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى على جمل وتحته رحل رث ، ولم يكن ثم طرد ولا ضرب ولا إليك إليك . فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنه بهلول المجنون . فقال : قد عرفته ، قل يا بهلول . فقال :
فهب أن قد ملكت الأرض طرا ودان لك العباد فكان ماذا أليس غدا مصيرك جوف قبر
ويحثو عليك الترب هذا ثم هذا