الآية الثامنة
قوله تعالى : { لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } .
فيها مسألتان : المسألة الأولى :
هذا رد إلى الحكم الأول ، وإحالة على الآية السابقة ; فإن الله حكم في بالكذب ، إلا أن يقيم قائل ذلك أربعة من الشهداء على ما زعم من الافتراء ، حتى يخرجه إلى الظاهر من حد الباطن ، وإلا لزمه حكم المفتري في الإثم وحاله في الحد . المسألة الثانية : قوله تعالى : { رمي المحصنات فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون }
وهذه آية مشكلة فإنه قد يكون من ما هو عند الله في الباطن صدق ، ولكنه يؤخذ في الظاهر بحكم الكاذب ، ويجلد الحد . القذف الظاهر
وهذا الفقه صحيح ، وهو أن معنى قوله : { عند الله } يريد في حكمه ، لا في علمه ، وهو إنما رتب الحدود على حكمه الذي شرعه في الدنيا ، لا مقتضى علمه الذي تعلق بالأشياء على ما هي عليه ، وإنما يبنى على ذلك حكم الآخرة .