[ ص: 410 ] فصل عن { أسماء بنت عميس } رواه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها بماذا كنت تستمشين ؟ قالت بالشبرم قال حار حار ثم قالت استمشيت بالسنا فقال لو كان شيء يشفي من الموت لكان السنا الترمذي . وابن ماجه من حديث ولابن ماجه عبد الله بن حرام { } بعض عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام قيل وما السام ؟ قال الموت الأعراب يقولون في السنوت تسمين أي تليين الطبع ، ويسمي الدواء المسهل مشيا على وزن فعيل ، وقيل لأن المسهول يكثر المشي للحاجة .
( والشبرم ) قشر عرق شجرة حار يابس في الرابعة لم ير الأطباء استعماله لفرط إسهاله وهو يسهل الدواء والكيموس الغليظ والماء الأصفر والبلغم ، مكرب مغث ، والإكثار منه يقتل . وينبغي إذا استعمل أن ينقع في اللبن الحليب يوما وليلة ويغير عليه اللبن في اليوم مرتين أو ثلاثا ويخرج ويجفف في الظل ويخلط معه الورد والكثيرا أو يشرب بماء العسل أو عصير العنب .
والشربة منه من دانقين إلى أربعة بحسب القوة ، وقيل إن لا خير فيه قتل بها أطباء الطرقات كثيرا من الناس ، وقوله { الشبرم } ويروى { حار حار } . قال حار بار أبو عبيد أكثر كلامهم بالباء قيل الحار الشديد الإسهال ، وقيل هو من الاتباع الذي يقصد به تأكيد الأول مع أن في الحار معنى آخر وهو الذي يحر ما تصيبه لشدة حرارته ، وأما بار فلغة في حار كصهريج وصهري والصهاري والصهاريج أو اتباع .
وأما السنا فبالمد والقصر نبت حجازي أفضله المكي مأمون حار يابس في الدرجة الأولى يسهل الصفراء والسوداء ويقوي جرم القلب ، وخاصيته النفع من الوسواس السوداوي ومن الشقاق العارض في البدن ويفتح العضل وانتشار الشعر ، ومن القمل والصداع العتيق والجرب والبثور [ ص: 411 ] والحكة والصرع ، وشرب مائه مطبوخا أصلح من شربه مدقوقا وقدر الشربة منه إلى ثلاثة دراهم ومن مائة إلى خمسة ، وإن طبخ معه شيء من زهر البنفسج والزبيب الأحمر المنزوع العجم كان أصلح ، وقيل الشربة منه من أربعة دراهم إلى سبعة .
وأما السنوت فقيل العسل وقيل رب عكة سمن ، وقيل الكمون ، وقيل حب يشبهه وقيل الرازيانج وقيل الشبت وقيل التمر وقيل العسل الذي يكون في زقاق السمن قال بعضهم وهذا أقرب ، فيخلط السنا مدقوقا بعسل مخالط لسمن ثم يلعق لما فيهما من إصلاح السنا وإعانته على الإسهال والله أعلم .