روى ، الإمام أحمد ، والطبراني ، والبيهقي وأبو نعيم النعمان بن مقرن رضي الله تعالى عنه قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة من مزينة وجهينة ، فأمرنا بأمره ، فقال القوم : يا رسول الله ما لنا من طعام نتزوده . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله تعالى عنه : «زود القوم» . فقال : يا رسول الله ما عندي إلا فضلة من تمر وما أراها تغني عنهم شيئا . قال : «انطلق فزودهم» . فانطلق بنا إلى علية فإذا تمر مثل البكر الأورق . فقال : خذوا . فأخذ القوم حاجتهم .
قال : وكنت في آخر القوم فالتفت وما أفقد موضع تمرة ، وقد احتمل منه أربعمائة وكأنا لم نرزأه تمرة . وفي لفظ : فنظرت وما أفقد موضع تمرة من مكانها . عن
وروى ابن سعد عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده قال : مضر أربعمائة من مزينة ، وذلك في رجب سنة خمس فجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة في دارهم وقال : «أنتم مهاجرون حيث كنتم فارجعوا إلى أموالكم» ، فرجعوا إلى بلادهم . كان أول من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من
وقال [ ابن سعد : أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرنا أبو مسكين وأبو عبد الرحمن العجلاني قالا] : مزينة منهم خزاعي بن عبد نهم ، فبايعه على قومه مزينة ، وقدم معه عشرة منهم ، فيهم بلال بن الحارث ، والنعمان بن مقرن ، وأبو أسماء ، وأسامة ، وعبد الله بن بردة ، وعبد الله بن درة وبشر بن المحتفز ، وكان منهم دكين بن سعيد ، وعمرو بن عوف .
قال : وقال هشام في حديثه : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من ثم إن خزاعيا خرج إلى قومه فلم يجدهم كما ظن ، فأقام ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنه فقال : «اذكر حسان بن ثابت خزاعيا ولا تهجه»
فقال : حسان بن ثابت
ألا أبلغ خزاعيا رسولا بأن الذم يغسله الوفاء وأنك خير عثمان بن عمرو
وأسناها إذا ذكر السناء وبايعت الرسول وكان خيرا
إلى خير وأداك الثراء [ ص: 412 ] فما يعجزك أو ما لا تطقه
من الأشياء لا تعجز عداء
تنبيه : في بيان غريب ما سبق :
البكر : بموحدة مفتوحة وكاف ساكنة فراء : الفتي من الإبل .
الأورق : بهمزة مفتوحة فواو ساكنة فراء فقاف هو الأسمر .
نرزأه : بنون مفتوحة فراء ساكنة فزاي مفتوحة فهمزة فهاء أي ننقصه . [ ص: 413 ]