روى ابن سعد عن رجل من بني ماوية من كلب عن أبي ليلى بن عطية الكلبي عن عمه قالا : قال عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن الجلاح الكلبي : شخصت أنا وعاصم - رجل من بني رقاش من بني عامر - حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الإسلام فأسلمنا وقال : «أنا النبي الأمي الصادق الزكي ، والويل كل الويل لمن كذبني وتولى عني وقاتلني ، والخير كل الخير لمن آواني ونصرني ، وآمن بي وصدق قولي ، وجاهد معي» .
قالا : فنحن نؤمن بك ونصدق قولك ، وأنشأ عبد عمرو ويقول :
أجبت رسول الله إذ جاء بالهدى وأصبحت بعد الجحد بالله أوجرا وودعت لذات القداح وقد أرى
بها سدكا عمري وللهو أهدرا وآمنت بالله العلي مكانه
وأصبحت للأوثان ما عشت منكرا .
تنبيه : في بيان غريب ما سبق :
أوجر : بهمزة مفتوحة فواو ساكنة فجيم فراء ، يقال وجرته بالسيف وجرا أي طعنته . قال في النهاية : والمعروف في الطعن أوجرته الرمح ولعله لغة فيه .
القداح : بقاف مكسورة فدال مهملة فألف فحاء مهملة جمع قدح بكسرها أيضا وهو السهم الذي كانوا يستقسمون به وهو المراد هنا وهو السهم الذي يرمى به عن القوس .
سدكا : بسين فدال مهملتين فكاف أي مولعا .
أهدر : بهمزة مفتوحة فهاء ساكنة فدال مهملة فراء : أي أبطل . [ ص: 402 ]