(الفصل الثالث في تفصيل ما أجمل آنفا من ذكر ليكون المطالع لها على بصيرة) المسائل المختلف فيها بين الأشاعرة والماتريدية؛
اعلم أنه تقدم النقل عن التقي السبكي أن الاختلاف بين الفريقين في ثلاث مسائل فيما استنبطه من عقيدة وزاد ولده التاج ثلاثة أخرى، استخرجها من كتاب أبي جعفر الطحاوي، الماتريدية، وزاد غيره سبعة أخرى، وأورد الفاضل عبد الرحيم بن علي الحنفي في كتابه "نظم الفرائد وجمع الفوائد" أربعين مسألة ببراهينها وحججها، وأطال الكلام فيها جدا، وكذا العلامة ملا علي القاري في "شرح الفقه الأكبر" .
وذكر العلامة ابن البياضي في كتابه "إشارات المرام من عبارات الإمام" خمسين مسألة، ولنقتصر على إيراد عبارته; لاختصارها وجمعها، لا ما تشتت من الأقوال. قال -رحمه الله تعالى-: واختاره فمن الخلافيات بين جمهور الماتريدية والأشعرية الوجود، والوجود عين الذات في التحقيق; خلافا لهم، والاسم إذا أريد به المدلول عين المسمى، ولا ينقسم كالصفات إلى ما هو عين، وإلى ما هو غيره، وإلى ما ليس هو ولا غيره، واختاره كثير منهم، ويعرف الصانع حق المعرفة، واختاره بعضهم، وهو الحق، كما في "المنائح" الأشعري للآمدي.