الثاني وهم الصادون عن أن لا يعاون أعداء الله سبحانه بتسليم المكس المسجد الحرام من أمراء مكة والأعراب المترصدين في الطريق .
فإن تسليم المال إليهم إعانة على الظلم ، وتيسير لأسبابه عليهم فهو كالإعانة بالنفس فليتلطف في حيلة الخلاص فإن لم يقدر فقد قال بعض العلماء : ولا بأس بما قاله إن ترك التنفل بالحج والرجوع عن الطريق أفضل من إعانة الظلمة فإن هذه بدعة أحدثت ، وفي الانقياد لها ما يجعلها سنة مطردة ، وفيه ذل وصغار على المسلمين ببذل جزية .
ولا معنى لقول القائل : إن ذلك يؤخذ مني وأنا مضطر فإنه لو قعد في البيت أو رجع من الطريق لم يؤخذ منه شيء ، بل ربما يظهر أسباب الترفه فتكثر مطالبته فلو كان في زي الفقراء لم يطالب فهو الذي ساق نفسه إلى حالة الاضطرار .