الباب الثاني .
في ترتيب الأعمال الظاهرة من أول السفر إلى الرجوع وهي عشر جمل :
الجملة الأولى في السير من أول الخروج إلى الإحرام وهي ثمانية .
. الأولى في المال ، فينبغي أن يبدأ بالتوبة ورد المظالم وإعداد النفقة لكل من تلزمه نفقته إلى وقت الرجوع ويرد ما عنده من الودائع ويستصحب من المال الحلال الطيب ما يكفيه لذهابه وإيابه من غير تقتير بل على وجه يمكنه معه التوسع في الزاد ، والرفق بالضعفاء والفقراء . وقضاء الديون
ويتصدق بشيء قبل خروجه ويشتري لنفسه دابة قوية على الحمل لا تضعف أو يكتريها فإن اكترى فليظهر للمكاري كل ما يريد أن يحمله من قليل أو كثير ، ويحصل رضاه فيه .
الثانية في الرفيق ينبغي أن يلتمس رفيقا صالحا محبا للخير معينا عليه إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وإن جبن شجعه وإن عجز قواه وإن ضاق صدره صبره .
ويودع رفقاءه المقيمين وإخوانه وجيرانه فيودعهم ويلتمس أدعيتهم فإن الله تعالى جاعل في أدعيتهم خيرا والسنة في الوداع أن يقول : أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لمن أراد السفر : في حفظ الله ، وكنفه ، زودك الله التقوى ، وغفر ذنبك ، ووجهك للخير أينما كنت .
الثالثة في الخروج من الدار فإذا فرغ رفع يديه ينبغي إذا هم بالخروج أن يصلي ركعتين أولا يقرأ في الأولى بعد الفاتحة قل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية الإخلاص ونية صادقة ، وقال : اللهم أنت الصاحب في السفر وأنت الخليفة ، في الأهل ، والمال ، والولد ، والأصحاب ، احفظنا وإياهم من كل آفة وعاهة ، اللهم إنا نسألك في مسيرنا هذا البر ، والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم إنا نسألك أن تطوي لنا الأرض ، وتهون علينا السفر ، وأن ترزقنا في سفرنا سلامة البدن والدين ، والمال وتبلغنا ، حج بيتك ، وزيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال والولد والأصحاب ، اللهم اجعلنا وإياهم في جوارك ، ولا تسلبنا وإياهم نعمتك ، ولا تغير ما بنا وبهم من عافيتك . ودعا الله سبحانه عن إخلاص صاف
الرابعة : رب أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أزل ، أو أزل أو ، أظلم ، أو أظلم ، أو أجهل ، أو يجهل علي اللهم إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ، ولا سمعة ، بل خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، وقضاء فرضك ، واتباع سنة نبيك وشوقا إلى لقائك ، فإذا مشى قال : اللهم بك انتشرت ، وعليك توكلت ، وبك اعتصمت ، وإليك توجهت ، اللهم أنت ثقتي ، وأنت رجائي فاكفني ما أهمني وما لا أهتم به وما أنت أعلم به مني ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك ، اللهم زودني التقوى ، واغفر لي ذنبي ، ووجهني للخير أينما توجهت ويدعو بهذا الدعاء في كل منزل يدخل عليه . إذا حصل على باب الدار قال : بسم الله ، توكلت على الله ولا ، حول ، ولا قوة إلا بالله أعوذ بالله
الخامسة في الركوب ، : بسم الله ، وبالله ، والله أكبر ، توكلت على الله ، ولا حول ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم إني وجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري كله إليك ، وتوكلت في جميع أموري عليك ، أنت حسبي ، ونعم الوكيل . فإذا ركب الراحلة يقول
فإذا استوى على الراحلة ، واستوت تحته قال : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر سبع مرات ، وقال الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، اللهم أنت الحامل على الظهر وأنت المستعان ، على الأمور .
السادسة في النزول ، ويكون أكثر سيره بالليل قال صلى الله عليه وسلم : والسنة أن لا ينزل حتى يحمى النهار عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار
ومهما أشرف على المنزل ، فليقل : اللهم رب السموات السبع ، وما أظللن ، ورب الأرضين السبع ، وما أقللن ورب الشياطين ، وما أضللن ، ورب الرياح ، وما ذرين ، ورب البحار ، وما جرين أسألك خير هذا المنزل ، وخير أهله ، وأعوذ بك من شره ، وشر ، ما فيه ، اصرف عني شر شرارهم . وليقلل نومه بالليل حتى يكون عونا على السير .
فإذا نزل المنزل صلى ركعتين فيه ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق .
فإذا جن عليه الليل يقول : يا أرض ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك ، وشر ما ، دب عليك ، أعوذ بالله من شر كل أسد ، وأسود ، وحية ، وعقرب ، ومن شر ساكن البلد ، ووالد ، وما ولد ، وله ما سكن في الليل ، والنهار ، وهو السميع العليم .
[ ص: 324 ]