وعندي أن المن له أصل ومغرس وهو من أحوال القلب وصفاته ثم يتفرع عليه أحوال ظاهرة على اللسان والجوارح فأصله أن يرى نفسه محسنا إليه ومنعما عليه وحقه أن يرى الفقير محسنا إليه بقبول حق الله عز وجل منه الذي هو طهرته ونجاته من النار وأنه لو يقبله لبقي مرتهنا به فحقه أن يتقلد منة الفقير إذ جعل كفه نائبا عن الله عز وجل في قبض حق الله عز وجل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصدقة تقع بيد الله عز وجل قبل أن تقع في يد السائل فليتحقق أنه مسلم إلى الله عز وجل حقه ، والفقير آخذ من الله تعالى رزقه بعد صيرورته إلى الله عز وجل . إن