قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير .
قوله تعالى : ( وإبراهيم ) قال
الكسائي : ( وإبراهيم ) منصوب ب ( أنجينا ) يعني أنه معطوف على الهاء . وأجاز
الكسائي أن يكون معطوفا على
نوح والمعنى : وأرسلنا
إبراهيم وقول ثالث : أن يكون منصوبا بمعنى : واذكر
إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16إذ قال لقومه اعبدوا الله أي أفردوه
[ ص: 309 ] بالعبادة واتقوه أي اتقوا عقابة وعذابه
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16ذلكم خير لكم أي من عبادة الأوثان
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16إن كنتم تعلمون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إنما تعبدون من دون الله أوثانا أي أصناما . قال
أبو عبيدة : الصنم ما يتخذ من ذهب أو فضة أو نحاس ، والوثن ما يتخذ من جص أو حجارة .
الجوهري : الوثن : الصنم ، والجمع وثن وأوثان ، مثل أسد وآساد
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وتخلقون إفكا قال
الحسن : معنى ( تخلقون ) : تنحتون ، فالمعنى : إنما تعبدون أوثانا وأنتم تصنعونها . وقال
مجاهد : الإفك : الكذب ، والمعنى : تعبدون الأوثان وتخلقون الكذب . وقرأ
أبو عبد الرحمن : ( وتخلقون ) وقرئ : ( تخلقون ) بمعنى التكثير من ( خلق ) و ( تخلقون ) من تخلق بمعنى تكذب وتخرص وقرئ : ( أفكا ) وفيه وجهان : أن يكون مصدرا نحو : كذب ولعب . والإفك مخففا منه كالكذب واللعب ، وأن يكون صفة على ( فعل ) أي خلقا أفكا أي ذا إفك وباطل و ( أوثانا ) نصب ب ( تعبدون ) و ( ما ) كافة . ويجوز في غير القرآن رفع ( أوثان ) على أن تجعل ( ما ) اسما ; لأن ( تعبدون ) صلته ، وحذفت الهاء لطول الاسم وجعل ( أوثانا ) خبر ( إن ) . فأما
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وتخلقون إفكا فهو منصوب بالفعل لا غير . وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق أي
nindex.php?page=treesubj&link=32059اصرفوا رغبتكم في أرزاقكم إلى الله فإياه فاسألوه وحده دون غيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم فقيل : هو من قول
إبراهيم أي
nindex.php?page=treesubj&link=32028التكذيب عادة الكفار وليس على الرسل إلا التبليغ .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق قراءة العامة بالياء على الخبر والتوبيخ لهم وهي اختيار
أبي عبيد وأبي حاتم . قال
أبو عبيد : لذكر الأمم كأنه قال أولم ير الأمم كيف . وقرأ
أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وابن وثاب وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : ( تروا ) بالتاء خطابا ; لقوله : وإن تكذبوا . وقد قيل ( وإن تكذبوا ) خطاب
لقريش ليس من قول
إبراهيم . ( ثم يعيده ) يعني الخلق والبعث . وقيل : المعنى أولم يروا كيف يبدئ الله الثمار فتحيا ثم تفنى ثم يعيدها أبدا وكذلك يبدأ خلق
الإنسان ثم يهلكه بعد أن خلق منه ولدا وخلق من الولد ولدا وكذلك سائر الحيوان أي فإذا رأيتم قدرته على الإبداء والإيجاد فهو القادر على الإعادة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19إن ذلك على الله يسير لأنه إذا أراد أمرا قال له كن فيكون .