وقيل في معنى قوله تعالى وجاءت سكرة الموت بالحق أي : بالسابقة يعني أظهرتها .
وقال بعض السلف : إنما يوزن من الأعمال خواتيمها .
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يحلف بالله ما من أحد يأمن أن يسلب إيمانه إلا سلبه .
وقيل من الذنوب ذنوب عقوبتها سوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك .
وقيل : هي عقوبات دعوى الولاية والكرامة بالافتراء .
وقال بعض العارفين لو عرضت علي الشهادة عند باب الدار والموت على التوحيد عند باب الحجرة لاخترت الموت على التوحيد عند باب الحجرة لأني لا أدري ما يعرض لقلبي من التغيير عن التوحيد إلى باب الدار وقال بعضهم لو عرفت واحدا بالتوحيد خمسين سنة ثم حال بيني وبينه سارية ومات لم أحكم أنه مات على التوحيد .
وفي الحديث : من قال أنا مؤمن فهو كافر ، ومن قال : أنا عالم فهو جاهل وقيل في قوله تعالى وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا صدقا لمن مات على الإيمان ، وعدلا لمن مات على الشرك وقد قال تعالى : ولله عاقبة الأمور فمهما كان الشك بهذه المثابة كان الاستثناء واجبا لأن الإيمان عبارة عما يفيد الجنة ، كما أن الصوم عبارة عما يبرئ الذمة .
وما فسد قبل الغروب لا يبرئ الذمة ، فيخرج عن كونه صوما فكذلك الإيمان بل لا يبعد أن يسأل عن الصوم الماضي الذي لا يشك فيه بعد الفراغ منه فيقال أصمت بالأمس ؟ فيقول : نعم إن شاء الله تعالى إذ الصوم الحقيقي هو المقبول والمقبول غائب عنه لا يطلع عليه إلا الله تعالى فمن هذا حسن الاستثناء في جميع أعمال البر ويكون ذلك شكا في القبول إذ يمنع من القبول بعد جريان ظاهر شروط الصحة أسباب خفيفة لا يطلع عليها إلا رب الأرباب جل جلاله ، فيحسن الشك فيه .
فهذه وجوه حسن وهي آخر ما نختم به كتاب قواعد العقائد . الاستثناء في الجواب عن الإيمان
تم الكتاب بحمد الله تعالى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى كل عبد مصطفى .