فصل [فيما إذا كانت التركة عروضا فباعها الورثة]
وإن فإنه لا يخلو بيعهم من ثلاثة أوجه: إما أن تكون للقضاء، أو لأنفسهم، فإن كان للقضاء مضى البيع وكان مقال الطارئ إذا أتى أن يتبع بماله مع صاحبه إلا أن يكون الوارث عالما بدينه، أو يكون الميت موصوفا بالدين، فيعود الجواب إلى ما تقدم هل يبتدئ الطالب بالغريم أو بهم، وإن باعوا لأنفسهم، وهم عالمون بدين الطارئ أو غير عالمين، وهو موصوف بالدين وباعوا مبادرة كان له رد البيع. قال كانت التركة عروضا فباعها الورثة محمد: إلا أن يحب [ ص: 5559 ] المشتري أن يدفع قيمة ما نمى عنده، أو نقص قيمته يوم قبضه بذلك له، ويتبع المشتري الورثة بما دفع إليهم.
قال الشيخ - رضي الله عنه -: أو يكون الورثة مياسر، ولا بخس في الثمن أو يكون فيه بعد البخس ما يوفي بالدين فلا يرده.
واختلف إذا لم يعلموا بدين الطارئ، ولا كان موصوفا بالدين، فقال البيع ماض، ولا شيء للغريم على المشتري لا في أعيان السلع ولا في قيمتها إن كانت فائتة، وإنما مقاله مع الورثة. مالك:
وفي كتب الجنايات لغير إذا ابن القاسم قال: إن فاتت عند المشتري بعتق أو باتخاذها أم ولد لم يكن لهم إلى رد العتق سبيل، وإنما لهم الثمن إن وجدوه، وإلا أتبعوا به من أخذه ، وظاهر قوله أن لهم رد المبيع إذا كان قائما لم يفت بعتق، وإن فات بحوالة الأسواق، وقال عبد الملك في كتاب محمد: إذا باعوا للقضاء ولأنفسهم فالبيع ماض، والقضاء فاسد، ويرجع الطارئ على الغريم بما ينوبه في جميع ما قبضه ولا يحسب عليه ما في يدي الورثة ، وقول خلف الميت جارية فباعها الورثة ولا علم عندهم بدين أبيهم، مالك في هذا أن القضاء فيما ينوب الحاضر صحيح، وقد اختلف وابن القاسم [ ص: 5560 ] في المفلس أحد غرمائه غائب إذا قضى القاضي للحاضر بحقه، وبقي نصيب الغائب في الذمة، هل يمضي للحاضر نصيبه أو يكون جميع القضاء فاسدا؟