[ ص: 5317 ]
كتاب الأقضية
النسخ المقابل عليها
1- (ف) = نسخة فرنسا رقم (1071)
2- (ت) = نسخة تازة رقم (234 & 243)
3- (ر) = نسخة الحمزوية رقم (110) [ ص: 5318 ]
[ ص: 5319 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد
وآله وسلم تسليما
كتاب الأقضية
باب في وما يجوز من القضاء ويخشى من عاقبته؟ وهل يجب أن يقام للناس قاض؟ ومن يولى القضاء ومن يمنعه؟ القضاء ومنزلة من يعدل،
قول الله -عز وجل-: الأصل في القضاء يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق [ص: 26] ، وفي شرعنا قوله سبحانه: إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله [النساء: 105] ، وقوله تعالى: كونوا قوامين بالقسط [النساء: 135] ، وقوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم [النساء: 65].
وأعظم الله تعالى قدر من قام فيه بالحق وبشر به وأدنى منزلته، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أخرجه "إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا" وقال: مسلم. فبدأ به وحض على القيام فيه بالحق النبيين والمؤمنين فقال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا [ ص: 5320 ] ظل إلا ظله إمام عادل..." ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله [ص: 26].
وفي شرعنا ولا تكن للخائنين خصيما [النساء: 105]. وإن كانوا معصومين من ذلك. وقال تعالى: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به [النساء: 58] ، وقال سبحانه: فلا تخشوهم واخشوني [البقرة: 150].
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعظم أمر القضاء وهذا تنبيه منه على جسيم ما يدخل فيه; لأن الغالب عدم السلامة، وإنه بلية إلا من عصم الله. "من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين"
وقال -عليه السلام-: وقال: "إنكم ستحرصون على الإمارة، وإنها ستكون حسرة وندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة". أخرج هذين الحديثين "يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم". البخاري [ ص: 5321 ] ومسلم.
والحرص عليه; لأنه غير مؤيد ولا معان؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: ولا يولى القضاء من علم منه الرغبة فيه، يريد أنه لم يجعل الله عز وجل له أن يوليه من حرص عليه. وقال "إنا لا نستعمل على عملنا من أراده، ولا من حرص عليه". لعبد الرحمن بن سمرة: أخرجهما الصحيحان. وقال: "لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها". ذكره "من ابتغى القضاء وسأل فيه شفعاء وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده" الترمذي.