قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون .
[89] قال الله عز وجل لموسى وهارون عليهما السلام: [ ص: 309 ]
قد أجيبت دعوتكما إنما نسبت إليهما، والدعاء كان من موسى؛ لأنه روي أن موسى كان يدعو، وهارون يؤمن، والتأمين دعاء وفي بعض القصص: كان بين دعاء موسى وإجابته أربعون سنة.
فاستقيما على الرسالة، وامضيا لأمري.
ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون أمر الله تعالى. قرأ العامة: (تتبعان) بتشديد التاء الثانية وفتحها وكسر الباء وتشديد النون في موضع جزم على النهي، والنون للتوكيد، وحركت لالتقاء الساكنين، واختير لها الكسر؛ لأنها أشبهت نون الرجلان، ويقال في الواحد: لا تتبعن بفتح النون، وقرأ عن ابن ذكوان بتشديد التاء مع تخفيف النون، فتكون (لا) نافية، فيصير اللفظ لفظ الخبر، ومعناه النهي؛ كقوله: (لا تضار والدة) على قراءة من رفع، وروي عن ابن عامر أيضا وجه آخر بتخفيف التاء الثانية ساكنة، وفتح الباء مع تشديد النون من تبع، المعنى: لا تسلك طريق من لا يعلم حقيقة وعدي ووعيدي. ابن ذكوان
* * *