الثالثة: فالذي ذكره إذا قيل في الإسناد: "فلان، عن رجل أو عن شيخ عن فلان" أو نحو ذلك، في (معرفة علوم الحديث) أنه لا يسمى مرسلا بل منقطعا، وهو في بعض المصنفات المعتبرة في أصول الفقه معدود من أنواع المرسل، والله أعلم. الحاكم
ثم اعلم أن كما سبق بيانه في نوع الحسن؛ ولهذا احتج حكم المرسل حكم الحديث الضعيف، إلا أن يصح مخرجه بمجيئه من وجه آخر، رضي الله عنه بمرسلات الشافعي رضي الله عنهما، فإنها وجدت مسانيد من وجوه أخر، ولا يختص ذلك عنده بإرسال سعيد بن المسيب كما سبق. ابن المسيب،
ومن أنكر ذلك زاعما أن الاعتماد حينئذ يقع على المسند دون المرسل، فيقع لغوا لا حاجة إليه، فجوابه أنه بالمسند يتبين صحة الإسناد الذي فيه الإرسال، حتى يحكم له مع إرساله بأنه إسناد صحيح تقوم بمثله الحجة، على ما مهدنا سبيله في النوع الثاني. وإنما ينكر هذا من لا مذاق له في هذا الشأن.
وما ذكرناه من سقوط والحكم بضعفه هو المذهب الذي استقر عليه آراء جماهير حفاظ الحديث ونقاد الأثر، وقد تداولوه في تصانيفهم. الاحتجاج بالمرسل
[ ص: 385 ]