كتاب الفرائض
" باب المواريث " . من سمى الله تعالى له الميراث وكان يرث ، ومن خرج من ذلك
( قال ) رحمه الله تعالى : فرض الله تعالى ميراث الوالدين والإخوة والزوجة والزوج فكان ظاهره أن من كان والدا ، أو أخا محجوبا وزوجا وزوجة ، فإن ظاهره يحتمل أن يرثوا وغيرهم ممن سمي له ميراث إذا كان في حال دون حال فدلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقاويل أكثر أهل العلم على أن معنى الآية أن أهل المواريث إنما ورثوا إذا كانوا في حال دون حال . الشافعي
قلت : وهكذا نص السنة ؟ قال : لا ، ولكن هكذا دلالتها ، للشافعي وكيف دلالتها ؟ قال : أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قال : قولا يدل على أن بعض من سمي له ميراث لا يرث . فيعلم أن حكم الله تعالى لو كان على أن يرث من لزمه اسم الأبوة والزوجة وغيره عاما لم يحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد لزمه اسم الميراث بأن لا يرث بحال . قيل : قلت فاذكر الدلالة فيمن لا يرث مجموعة . قال : لا يرث أحد ممن سمي له ميراث حتى يكون دينه دين الميت الموروث ويكون حرا ، ويكون بريئا من أن يكون قاتلا للموروث ، فإذا برئ من هذه الثلاث الخصال ورث ، وإذا كانت فيه واحدة منهن لم يرث ، للشافعي : فاذكر ما وصفت ، قال : أخبرنا فقلت عن ابن عيينة الزهري عن علي بن الحسين عن عن عمرو بن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أسامة بن زيد } وأخبرنا لا يرث المسلم الكافر ، ولا الكافر المسلم عن مالك ابن شهاب عن علي بن الحسين عن عن عمرو بن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أسامة بن زيد } وأخبرنا لا يرث المسلم الكافر ، ولا الكافر المسلم عن مالك ابن شهاب عن علي بن الحسين قال : إنما ورث أبا طالب عقيل وطالب ، ولم يرثه ، ولا علي جعفر . قال : فلذلك تركنا نصيبنا [ ص: 76 ] من الشعب .
( قال ) فدلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وصفت لك من أن الدينين إذا اختلفا بالشرك والإسلام لم يتوارث من سميت له فريضة ، أخبرنا الشافعي سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { } . من باع عبدا له مال فماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع
( قال ) فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مال العبد إذا بيع لسيده دل هذا على أن العبد لا يملك شيئا ، وأن اسم ماله إنما هو إضافة المال إليه ، كما يجوز في كلام الشافعي العرب أن يقول الرجل لأجير في غنمه وداره وأرضه هذه أرضك وهذه غنمك على الإضافة لا الملك ، فإن قال قائل : ما دل على أن هذا معناه ، وهو يحتمل أن يكون المال ملكا له ؟ قيل : له قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ماله للبائع دلالة على أن ملك المال لمالك الرقبة وأن المملوك لا يملك شيئا ، ولم أسمع اختلافا في أن . قاتل الرجل عمدا لا يرث من قتل من دية ، ولا مال شيئا
ثم افترق الناس في القاتل خطأ ، فقال : بعض أصحابنا يرث من المال ، ولا يرث من الدية وروي ذلك عن بعض أصحابنا عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث لا يثبته أهل العلم بالحديث ، وقال غيرهم : لا يرث قاتل الخطأ من دية ، ولا مال ، وهو كقاتل العمد ، وإذا لم يثبت الحديث فلا يرث قاتل عمد ، ولا خطأ شيئا أشبه بعموم أن لا يرث قاتل ممن قتل .