15942 7019 - (16377) - (4\32) عن أبي شريح الخزاعي قال : عمرو بن سعيد إلى مكة بعثه يغزو أتاه ابن الزبير ، أبو شريح فكلمه وأخبره بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج إلى نادي قومه فجلس فيه ، فقمت إليه فجلست معه ، فحدث قومه كما حدث عمرو بن سعيد ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعما قال له عمرو بن سعيد ، قال : قلت : يا هذا إنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة فلما كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه وهو مشرك ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فقال : " أيها الناس ، مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام من حرام الله تعالى إلى يوم القيامة ، لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، لم تحلل لأحد كان قبلي ، ولا تحل لأحد يكون بعدي ، ولم تحلل لي إلا هذه الساعة غضبا على أهلها ، ألا ثم قد رجعت كحرمتها بالأمس ، ألا فليبلغ [ ص: 330 ] الشاهد منكم الغائب ، فمن قال لكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قاتل بها فقولوا : إن الله عز وجل قد أحلها لرسوله ولم يحللها لكم ، يا معشر إن الله عز وجل حرم خزاعة ، ارفعوا أيديكم عن القتل ، فقد كثر أن يقع ، لئن قتلتم قتيلا لأدينه ، فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين ، إن شاءوا فدم قاتله وإن شاءوا فعقله " ، ثم ودى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قتلته خزاعة فقال عمرو بن سعيد لأبي شريح : انصرف أيها الشيخ ، فنحن أعلم بحرمتها منك ، إنها لا تمنع سافك دم ، ولا خالع طاعة ولا مانع خزية ، قال : فقلت : قد كنت شاهدا ، وكنت غائبا وقد بلغت ، فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ شاهدنا غائبنا ، وقد بلغتك فأنت وشأنك . لما بعث