واحتمال الأذى ، وقال عز وجل { وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا } قال ابن الجوزي وغيره : قال : رضي الله عنهما ربما رزق منها ولدا فجعل فيه خيرا كثيرا . قال : وقد ندبت الآية إلى إمساك المرأة مع الكراهة لها ، ونبهت على معنيين : ابن عباس
( أحدهما ) أن الإنسان لا يعلم وجوه الصلاح فرب مكروه عاد محمودا ، ومحمود عاد مذموما .
( والثاني ) أنه لا يكاد يجد محبوبا ليس فيه ما يكره ، فليصبر على ما يكره لما يحب ، وأنشدوا في هذا المعنى :
ومن لم يغمض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب ومن يتتبع جاهدا كل عثرة
يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب
وحكى أن نظر يوما إلى مطبخه وكيف تسلخ [ فيه ] الغنم فعافته نفسه ، وبقي أياما لا يأكل اللحم ، فشكا ذلك إلى كسرى بزرجمهر ، فقال : أيها الملك ، العظام على الخوان ، والمرأة على الفراش . وما أحسن ما قال : فإن عيوب جسد الإنسان كثيرة ، ولهذا أقول : لا ينبغي أن يتجرد أحد الزوجين ليراه الآخر ، [ ص: 316 ] وخصوصا العورات ، قال : لما زوج ابن عبد البر ابنته دخل عليها ليلة بنائها فقال : يا بنية إن كان النساء أحق بتأدبك فلا بد من تأديبك كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ، ولا تقربي منه جدا فيملك أو تمليه ، ولا تباعدي منه فتنقلي عليه ، وكوني له كما قلت لأمك : أسماء بن خارجة
خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنقريني نقرة الدف مرة فإنك لا تدرين كيف المغيب
وليكن غيورا . قال النبي صلى الله عليه وسلم { } وقال : { إياكم والدخول على النساء قيل : أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت ؟ لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن سعد } قال الشاعر : أتعجبون من غيرة
لا يأمنن على النساء أخ أخا ما في الرجال على النساء أمين
إن الأمين وإن تحفظ جهده لا بد أن بنظرة سيخون