اسم ليس أن تبتغوا في موضع نصب ، أي في أن تبتغوا ، وعلى قول الكسائي والخليل : إنها في موضع خفض . فإذا أفضتم من عرفات بالتنوين ، وكذا لو سميت امرأة بمسلمات ؛ لأن التنوين ليس فرقا بين ما ينصرف وما لا ينصرف فتحذفه ، وإنما هو بمنزلة النون في " مسلمين " ، هذا الجيد . وحكى عن سيبويه العرب حذف التنوين من " عرفات يا هذا " ، و " رأيت عرفات يا هذا " بكسر التاء بغير تنوين . قال : لما جعلوها معرفة حذفوا التنوين . وحكى والكوفيون فتح التاء . قال الأخفش : تجري مجرى الهاء ، فيقال : " من عرفات يا هذا " ، وأنشدوا : الأخفش
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالي
فاذكروا الله عند المشعر الحرام ومشعر مفعل من شعرت به أي علمت به أي معلم من متعبدات الله - جل وعز - ، وكان يجب أن يكون على مفعل بناءا على يشعر ، إلا أنه ليس في كلام العرب اسم على مفعل . واذكروه كما [ ص: 297 ] هداكم الكاف في موضع نصب أي ذكرا مثل هدايته إياكم أي جزاء على هدايته إياكم . وإن كنتم من قبله لمن الضالين لام توكيد إلا أنها لازمة ؛ لئلا تكون " إن " بمعنى " ما " .