[ ص: 233 ] سورة الشورى
قوله تعالى: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب
[قال ] : وقال البخاري : مجاهد شرع لكم من الدين أوصيناك وإياه يا محمد دينا واحدا .
روى عن ورقاء، ، عن ابن أبي نجيح ، في قوله: مجاهد شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال: وصاك به وأنبياءه كلهم دينا واحدا . ومعنى ذلك أن وهو الإسلام العام، المشتمل على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعلى توحيد الله وإخلاص الدين له، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة . كما قال تعالى: دين الأنبياء كلهم دين واحد، وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة
والدين هو الإسلام، كما صرح به في مواضع أخر، وإذا أطلق الإسلام دخل فيه الإيمان، وبالعكس . [ ص: 234 ] وقد استدل على أن بهذه الآية وهي قوله: الأعمال تدخل في الإيمان وذلك دين القيمة طوائف من الأئمة، منهم: الشافعي وأحمد . والحميدي
وقال : ليس عليهم أحج من هذه الآية . واستدل الشافعي بقوله تعالى: الأوزاعي شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا إلى قوله: أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا وقال: الدين: الإيمان والعمل . واستدل بقوله تعالى: فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين
وقد ذكر في كتاب "السنة" أقوال هؤلاء الأئمة بألفاظهم، بالأسانيد إليهم . الخلال