[ ص: 222 ] سورة الزمر قوله تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب والصبر ثلاثة أنواع: المؤلمة . وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم،; فإن فيه صبرا على طاعة الله، وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش، وضعف النفس والبدن . ثبت في "الصحيحين " عن صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة "كل عمل ابن آدم له; الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي . للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " .
وفي رواية وفي رواية "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي " للبخاري وخرجه "لكل عمل كفارة، والصوم لي وأنا أجزي به " . من هذا الوجه، ولفظه: الإمام أحمد "كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم، والصوم لي، وأنا أجزي به "
فعلى الرواية الأولى: يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة، فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا [ ص: 223 ] ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافا كثيرة بغير حصر عدد; فإن الصيام من الصبر . ولهذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر وفي حديث آخر عنه - صلى الله عليه وسلم -، قال: خرجه "الصوم نصف الصبر" . وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه، كما قال الله تعالى في المجاهدين: الترمذي ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين وفي حديث المرفوع الذي أخرجه سلمان في "صحيحه " في ابن خزيمة فضل شهر رمضان "وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة " . وفي عن الطبراني مرفوعا: " ابن عمر الصيام لله لا يعلم ثواب عمله إلا الله عز وجل " . وروي مرسلا وهو أصح .