قوله - عز وجل -:
وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون
هذا نهي عام من طرفيه؛ لأن الإثم يعم الأحكام والنسب اللاحقة للعصاة عن جميع المعاصي؛ والظاهر والباطن يستوفيان جميع المعاصي؛ وقد ذهب المتأولون إلى أن الآية من ذلك في مخصص؛ فقال : ظاهره الزنا الشهير الذي كانت العرب تفعله؛ وباطنه اتخاذ الأخدان؛ وقال السدي : الظاهر ما نص الله تعالى على تحريمه من النساء؛ بقوله تعالى سعيد بن جبير حرمت عليكم أمهاتكم ؛ الآية؛ وقوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم ؛ الآية؛ والباطن الزنا.
قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: يريد التعري الذي كانت العرب تفعله في طوافها؛ قال قوم: الظاهر الأعمال؛ والباطن المعتقد.
قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: وهذا حسن؛ لأنه عام.
ثم توعد تعالى كسبة الإثم بالمجازاة على ما اكتسبوه من ذلك؛ وتحملوا ثقله؛ و"الاقتراف": الاكتساب.