قوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=16975_24406_33090_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=16905_16975_24406_28640_32509_33090_34091_34150_34322_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين
القصد بهذه الآية النهي عما ذبح للنصب وغيرها؛ وعن الميتة وأنواعها؛ فجاءت العبارة أمرا بما يضاد ما قصد النهي عنه؛ ولا قصد في الآية إلى ما نسي فيه المؤمن التسمية؛ أو تعمدها بالترك؛ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : هذه الآية أمر بذكر اسم الله تعالى على الشراب؛ والطعام؛ والذبح؛ وكل مطعوم؛ وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118إن كنتم بآياته مؤمنين ؛ أي: "إن كنتم بأحكامه؛ وأوامره آخذين"؛ فإن الإيمان بها يتضمن ويقتضي الأخذ بها؛ والانقياد لها.
وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وما لكم ألا تأكلوا ؛ الآية؛ "وما"؛ استفهام يتضمن التقرير؛
[ ص: 449 ] وتقدير هذا الكلام: "وأي شيء لكم في ألا تأكلوا؟"؛ فـ "أن"؛ في موضع خفض؛ بتقدير حرف الجر؛ ويصح أن تكون في موضع نصب؛ على ألا يقدر حرف جر؛ ويكون الناصب معنى الفعل الذي في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119 "وما لكم"؛ تقديره: "ما يجعلكم؛ وقد فصل لكم ما حرم؛ أي: قد بين لكم الحرام من الحلال؛ وأزيل عنكم اللبس والشك؟".
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ؛
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر : "وقد فصل لكم ما حرم عليكم"؛ على بناء الفعل للمفعول في الفعلين؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع ؛
وحفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : "وقد فصل"؛ على بناء الفعل للفاعل في الفعلين؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر - رضي الله عنه - عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "وقد فصل"؛ على إسناد الفعل إلى الفاعل؛ "لكم ما حرم عليكم"؛ على إسناد الفعل إلى المفعول"؛ وقرأ
عطية العوفي : "وقد فصل"؛ على بناء الفعل للفاعل؛ وفتح الصاد؛ وتخفيفها؛ "ما حرم"؛ على بناء الفعل للمفعول؛ والمعنى: قد فصل الحرام من الحلال؛ وانتزعه بالتبيين؛ و"وما"؛ في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119إلا ما اضطررتم ؛ يريد بها: من جميع ما حرم؛ كالميتة وغيرها؛ وهي في موضع نصب بالاستثناء؛ والاستثناء منقطع.
وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119 "وإن كثيرا"؛ يريد الكفرة المحادين؛ المجادلين في المطاعم؛ بما ذكرناه من قولهم: "تأكلون ما تذبحون؛ ولا تأكلون ما ذبح الله؟"؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ؛
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو : "ليضلون"؛ بفتح الياء؛ على معنى إسناد الضلال إليهم في هذه السورة؛ وفي "يونس":
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا ليضلوا ؛ وفي سورة "إبراهيم":
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30أندادا ليضلوا ؛ وفي "الحج":
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9ثاني عطفه ليضل ؛ وفي "لقمان":
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=6ليضل عن سبيل الله بغير علم ؛ وفي "الزمر":
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8أندادا ليضل ؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر كذلك في هذه؛ وفي "يونس"؛ وفي الأربعة التي بعد هذه يضمان الياء؛ على معنى إسناد إضلال غيرهم إليهم؛ وهذه أبلغ في ذمهم؛ لأن كل مضل ضال؛ وليس كل ضال مضلا؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ؛ في المواضع الستة: "ليضلون"؛ بضم الياء؛ على معنى إسناد إضلال غيرهم إليهم؛ ثم بين - عز وجل - في ضلالهم أنه على أقبح الوجوه؛ وأنه بالهوى؛ لا بالنظر؛ والتأمل؛ و"بغير علم"؛ معناه: في غير نظر؛ فإن لمن يضل بنظر ما بعض عذر؛ لا ينفع في أنه اجتهد.
[ ص: 450 ] ثم توعدهم - تبارك وتعالى -:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119إن ربك هو أعلم بالمعتدين .
قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=16975_24406_33090_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=16905_16975_24406_28640_32509_33090_34091_34150_34322_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وَمَا لَكُمْ أَلا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ
اَلْقَصْدُ بِهَذِهِ الْآيَةِ النَّهْيُ عَمَّا ذُبِحَ لِلنُّصُبِ وَغَيْرِهَا؛ وَعَنِ الْمَيْتَةِ وَأَنْوَاعِهَا؛ فَجَاءَتِ الْعِبَارَةُ أَمْرًا بِمَا يُضَادُّ مَا قُصِدَ النَّهْيُ عَنْهُ؛ وَلَا قَصْدَ فِي الْآيَةِ إِلَى مَا نَسِيَ فِيهِ الْمُؤْمِنَ التَّسْمِيَةَ؛ أَوْ تَعَمَّدَهَا بِالتَّرْكِ؛ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ : هَذِهِ الْآيَةُ أَمْرٌ بِذِكْرِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الشَّرَابِ؛ وَالطَّعَامِ؛ وَالذَّبْحِ؛ وَكُلِّ مَطْعُومٍ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=118إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ؛ أَيْ: "إِنْ كُنْتُمْ بِأَحْكَامِهِ؛ وَأَوَامِرِهِ آخِذِينَ"؛ فَإِنَّ الْإِيمَانَ بِهَا يَتَضَمَّنُ وَيَقْتَضِي الْأَخْذَ بِهَا؛ وَالِانْقِيَادَ لَهَا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119وَمَا لَكُمْ أَلا تَأْكُلُوا ؛ اَلْآيَةَ؛ "وَمَا"؛ اِسْتِفْهَامٌ يَتَضَمَّنُ التَّقْرِيرَ؛
[ ص: 449 ] وَتَقْدِيرُ هَذَا الْكَلَامِ: "وَأَيُّ شَيْءٍ لَكُمْ فِي أَلَّا تَأْكُلُوا؟"؛ فَـ "أَنْ"؛ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ؛ بِتَقْدِيرِ حَرْفِ الْجَرِّ؛ وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ؛ عَلَى أَلَّا يُقَدَّرَ حَرْفُ جَرٍّ؛ وَيَكُونَ النَّاصِبُ مَعْنَى الْفِعْلِ الَّذِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119 "وَمَا لَكُمْ"؛ تَقْدِيرُهُ: "مَا يَجْعَلُكُمْ؛ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ؛ أَيْ: قَدْ بُيِّنَ لَكُمُ الْحَرَامُ مِنَ الْحَلَالِ؛ وَأُزِيلُ عَنْكُمُ اللَّبْسُ وَالشَّكُّ؟".
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ : "وَقَدْ فُصِّلَ لَكُمْ مَا حُرِّمَ عَلَيْكُمْ"؛ عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلِ لِلْمَفْعُولِ فِي الْفِعْلَيْنِ؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ ؛
وَحَفْصٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ : "وَقَدْ فَصَّلَ"؛ عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلِ لِلْفَاعِلِ فِي الْفِعْلَيْنِ؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "وَقَدْ فَصَّلَ"؛ عَلَى إِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى الْفَاعِلِ؛ "لَكُمْ مَا حُرِّمَ عَلَيْكُمْ"؛ عَلَى إِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى الْمَفْعُولِ"؛ وَقَرَأَ
عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ : "وَقَدْ فَصَلَ"؛ عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلِ لِلْفَاعِلِ؛ وَفَتْحِ الصَّادِ؛ وَتَخْفِيفِهَا؛ "مَا حُرِّمَ"؛ عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلِ لِلْمَفْعُولِ؛ وَالْمَعْنَى: قَدْ فَصَّلَ الْحَرَامَ مِنَ الْحَلَالِ؛ وَانْتَزَعَهُ بِالتَّبْيِينِ؛ وَ"وَمَا"؛ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ ؛ يُرِيدُ بِهَا: مِنْ جَمِيعِ مَا حُرِّمَ؛ كَالْمَيْتَةِ وَغَيْرِهَا؛ وَهِيَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِالِاسْتِثْنَاءِ؛ وَالِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119 "وَإِنَّ كَثِيرًا"؛ يُرِيدُ الْكَفَرَةَ الْمُحَادِّينَ؛ الْمُجَادِلِينَ فِي الْمَطَاعِمِ؛ بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: "تَأْكُلُونَ مَا تَذْبَحُونَ؛ وَلَا تَأْكُلُونَ مَا ذَبَحَ اللَّهُ؟"؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو : "لَيَضِلُّونَ"؛ بِفَتْحِ الْيَاءِ؛ عَلَى مَعْنَى إِسْنَادِ الضَّلَالِ إِلَيْهِمْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ؛ وَفِي "يُونُسَ":
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا لِيُضِلُّوا ؛ وَفِي سُورَةِ "إِبْرَاهِيمَ":
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا ؛ وَفِي "اَلْحَجِّ":
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ ؛ وَفِي "لُقْمَانَ":
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=6لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ؛ وَفِي "اَلزَّمَرِ":
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8أَنْدَادًا لِيُضِلَّ ؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ كَذَلِكَ فِي هَذِهِ؛ وَفِي "يُونُسَ"؛ وَفِي الْأَرْبَعَةِ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ يَضُمَّانِ الْيَاءَ؛ عَلَى مَعْنَى إِسْنَادِ إِضْلَالِ غَيْرِهِمْ إِلَيْهِمْ؛ وَهَذِهِ أَبْلَغُ فِي ذَمِّهِمْ؛ لِأَنَّ كُلَّ مُضِلٍّ ضَالٌّ؛ وَلَيْسَ كُلُّ ضَالٍّ مُضِلًّا؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ؛ فِي الْمَوَاضِعِ السِّتَّةِ: "لَيُضِلُّونَ"؛ بِضَمِّ الْيَاءِ؛ عَلَى مَعْنَى إِسْنَادِ إِضْلَالِ غَيْرِهِمْ إِلَيْهِمْ؛ ثُمَّ بَيَّنَ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي ضَلَالِهِمْ أَنَّهُ عَلَى أَقْبَحِ الْوُجُوهِ؛ وَأَنَّهُ بِالْهَوَى؛ لَا بِالنَّظَرِ؛ وَالتَّأَمُّلِ؛ وَ"بِغَيْرِ عِلْمٍ"؛ مَعْنَاهُ: فِي غَيْرِ نَظَرٍ؛ فَإِنَّ لِمَنْ يَضِلُّ بِنَظَرٍ مَا بَعْضَ عُذْرٍ؛ لَا يَنْفَعُ فِي أَنَّهُ اجْتَهَدَ.
[ ص: 450 ] ثُمَّ تَوَعَّدَهُمْ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=119إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ .