قوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_33678_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم nindex.php?page=treesubj&link=18791_29678_30614_34190_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=116وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون nindex.php?page=treesubj&link=30458_34091_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=117إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين [ ص: 447 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115 "وتمت" - في هذا الموضع - بمعنى: "استمرت؛ وصحت في الأزل صدقا؛ وعدلا"؛ وليس بتمام من نقص؛ ومثله ما وقع في السيرة من قولهم: "وتم
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة على إسلامه"؛ في الحديث مع
أبي جهل.
و"الكلمات": ما نزل على عباده؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "كلمة"؛ بالإفراد؛ هنا؛ وفي "يونس"؛ في الموضعين؛ وفي "حـم المؤمن"؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر جميع ذلك "كلمات"؛ بالجمع؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ؛
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ؛ هنا فقط؛ "كلمات"؛ بالجمع؛ وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري إلى أنه القرآن؛ كما يقال: "كلمة فلان"؛ في قصيدة الشعر؛ والخطبة البليغة.
قال
القاضي أبو محمد - رحمه الله -: وهذا عندي بعيد معترض؛ وإنما القصد العبارة عن نفوذ قوله تعالى "صدقا"؛ فيما تضمنه من خبر؛ و"عدلا"؛ فيما تضمنه من حكم؛ وهما مصدران في موضع الحال؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : "نصبا على التمييز"؛ وهذا غير صواب؛ و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115لا مبدل لكلماته ؛ معناه: في معانيها؛ بأن يبين أحد أن خبره بخلاف ما أخبر به؛ أو يبين أن أمره لا ينفذ؛ والمثال من هذا أن الله تعالى قال لنبيه - صلى اللـه عليه وسلم -:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج ؛ إلى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83الخالفين ؛ فقال المنافقون بعد ذلك للنبي - صلى اللـه عليه وسلم - وللمؤمنين:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15 "ذرونا نتبعكم"؛ فقال الله تعالى لنبيه - صلى اللـه عليه وسلم -:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل ؛ أو في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فقل لن تخرجوا معي أبدا ؛ لأن مضمنه الخبر بألا يباح لهم خروج؛ وأما الألفاظ فقد بدلتها بنو إسرائيل؛ وغيرتها؛ هذا مذهب جماعة من العلماء؛ وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - أنهم إنما بدلوا بالتأويل؛ والأول أرجح؛ وفي حرف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب : "لا مبدل لكلمات الله".
وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=116وإن تطع أكثر من في الأرض ؛ الآية؛ المعنى: "فامض يا
محمد لما أمرت به؛ وانفذ لرسالتك؛ فإنك إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك"؛ وذكر - سبحانه -: "أكثر"؛ لأن أهل الأرض حينئذ كان أكثرهم كافرين؛ ولم يكن المؤمنون إلا قلة.
[ ص: 448 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : "الأرض"؛ هنا: الدنيا؛ وحكي أن سبب هذه الآية أن المشركين جادلوا رسول الله - صلى اللـه عليه وسلم -؛ في أمر الذبائح؛ وقالوا: تأكل ما تقتل؛ وتترك ما قتل الله؟ فنزلت الآية؛ ووصفهم - عز وجل - بأنهم يقتدون بظنونهم؛ ويتبعون تخرصهم؛ و"الخرص": الحزر؛ والظن؛ وقرأ جمهور الناس: "يضل"؛ بفتح الياء؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بن أبي الحسن: "يضل"؛ بضم الياء؛ ورواه
أحمد بن أبي شريح عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ؛ و"من" في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=117 "من يضل"؛ في موضع نصب بفعل مضمر؛ تقديره: "يعلم من"؛ وقيل: في موضع رفع؛ كأنه قال: "أي يضل عن سبيله"؛ ذكره
أبو الفتح؛ وضعفه
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي ؛ وقيل: في موضع خفض بإضمار باء الجر؛ كأنه قال: "بمن يضل عن سبيله"؛ وهذا ضعيف؛ قال
أبو الفتح: هذا هو المراد؛ فحذفت باء الجر؛ ووصل "أعلم"؛ بنفسه؛ قال: ولا يجوز أن يكون "أعلم"؛ مضافا إلى "من"؛ لأن أفعل التفضيل بعض ما يضاف إليه؛ وهذه الآية خبر في ضمنه وعيد للضالين؛ ووعد للمهتدين.
قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_33678_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=18791_29678_30614_34190_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=116وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30458_34091_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=117إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [ ص: 447 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115 "وَتَمَّتْ" - فِي هَذَا الْمَوْضِعِ - بِمَعْنَى: "اِسْتَمَرَّتْ؛ وَصَحَّتْ فِي الْأَزَلِ صِدْقًا؛ وَعَدْلًا"؛ وَلَيْسَ بِتَمَامٍ مِنْ نَقْصٍ؛ وَمِثْلُهُ مَا وَقَعَ فِي السِّيرَةِ مِنْ قَوْلِهِمْ: "وَتَمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ عَلَى إِسْلَامِهِ"؛ فِي الْحَدِيثِ مَعَ
أَبِي جَهْلٍ.
وَ"اَلْكَلِمَاتُ": مَا نَزَلَ عَلَى عِبَادِهِ؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "كَلِمَةُ"؛ بِالْإِفْرَادِ؛ هُنَا؛ وَفِي "يُونُسَ"؛ فِي الْمَوْضِعَيْنِ؛ وَفِي "حـم اَلْمُؤْمِنُ"؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ جَمِيعَ ذَلِكَ "كَلِمَاتُ"؛ بِالْجَمْعِ؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو ؛ هُنَا فَقَطْ؛ "كَلِمَاتُ"؛ بِالْجَمْعِ؛ وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ إِلَى أَنَّهُ الْقُرْآنُ؛ كَمَا يُقَالُ: "كَلِمَةُ فُلَانٍ"؛ فِي قَصِيدَةِ الشِّعْرِ؛ وَالْخُطْبَةِ الْبَلِيغَةِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَهَذَا عِنْدِي بَعِيدٌ مُعْتَرَضٌ؛ وَإِنَّمَا الْقَصْدُ الْعِبَارَةُ عَنْ نُفُوذِ قَوْلِهِ تَعَالَى "صِدْقًا"؛ فِيمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ خَبَرٍ؛ وَ"عَدْلًا"؛ فِيمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ حُكْمٍ؛ وَهُمَا مَصْدَرَانِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ؛ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : "نُصِبَا عَلَى التَّمْيِيزِ"؛ وَهَذَا غَيْرُ صَوَابٍ؛ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ؛ مَعْنَاهُ: فِي مَعَانِيهَا؛ بِأَنْ يُبَيِّنَ أَحَدٌ أَنَّ خَبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَ بِهِ؛ أَوْ يُبَيِّنَ أَنَّ أَمْرَهُ لَا يُنَفَّذُ؛ وَالْمِثَالُ مِنْ هَذَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ ؛ إِلَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83الْخَالِفِينَ ؛ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ بَعْدَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلِلْمُؤْمِنِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15 "ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ"؛ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ ؛ أَوْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=83فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا ؛ لِأَنَّ مُضَمَّنَهُ الْخَبَرَ بِأَلَّا يُبَاحَ لَهُمْ خُرُوجٌ؛ وَأَمَّا الْأَلْفَاظُ فَقَدْ بَدَّلَتْهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ؛ وَغَيَّرَتْهَا؛ هَذَا مَذْهَبُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ؛ وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُمْ إِنَّمَا بَدَّلُوا بِالتَّأْوِيلِ؛ وَالْأَوَّلُ أَرْجَحُ؛ وَفِي حَرْفِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : "لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ".
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=116وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ ؛ اَلْآيَةَ؛ اَلْمَعْنَى: "فَامْضِ يَا
مُحَمَّدُ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ؛ وَانْفُذْ لِرِسَالَتِكَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ"؛ وَذَكَرَ - سُبْحَانَهُ -: "أَكْثَرَ"؛ لِأَنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ حِينَئِذٍ كَانَ أَكْثَرُهُمْ كَافِرِينَ؛ وَلَمْ يَكُنِ الْمُؤْمِنُونَ إِلَّا قِلَّةً.
[ ص: 448 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : "اَلْأَرْضِ"؛ هُنَا: اَلدُّنْيَا؛ وَحُكِيَ أَنَّ سَبَبَ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ جَادَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فِي أَمْرِ الذَّبَائِحِ؛ وَقَالُوا: تَأْكُلُ مَا تَقْتُلُ؛ وَتَتْرُكُ مَا قَتَلَ اللَّهُ؟ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ؛ وَوَصَفَهُمْ - عَزَّ وَجَلَّ - بِأَنَّهُمْ يَقْتَدُونَ بِظُنُونِهِمْ؛ وَيَتَّبِعُونَ تَخَرُّصَهُمْ؛ وَ"اَلْخَرْصُ": اَلْحَزْرُ؛ وَالظَّنُّ؛ وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "يَضِلُّ"؛ بِفَتْحِ الْيَاءِ؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ: "يُضِلُّ"؛ بِضَمِّ الْيَاءِ؛ وَرَوَاهُ
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ ؛ وَ"مَنْ" فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=117 "مَنْ يَضِلُّ"؛ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ؛ تَقْدِيرُهُ: "يَعْلَمُ مَنْ"؛ وَقِيلَ: فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ؛ كَأَنَّهُ قَالَ: "أَيٌّ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ"؛ ذَكَرَهُ
أَبُو الْفَتْحِ؛ وَضَعَّفَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ ؛ وَقِيلَ: فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ بِإِضْمَارِ بَاءِ الْجَرِّ؛ كَأَنَّهُ قَالَ: "بِمَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ"؛ وَهَذَا ضَعِيفٌ؛ قَالَ
أَبُو الْفَتْحِ: هَذَا هُوَ الْمُرَادُ؛ فَحُذِفَتْ بَاءُ الْجَرِّ؛ وَوَصَلَ "أَعْلَمُ"؛ بِنَفْسِهِ؛ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "أَعْلَمُ"؛ مُضَافًا إِلَى "مَنْ"؛ لِأَنَّ أَفْعَلَ التَّفْضِيلِ بَعْضُ مَا يُضَافُ إِلَيْهِ؛ وَهَذِهِ الْآيَةُ خَبَرٌ فِي ضِمْنِهِ وَعِيدٌ لِلضَّالِّينَ؛ وَوَعْدٌ لِلْمُهْتَدِينَ.