ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا
50 - ولقد صرفناه بينهم ليذكروا "ليذكروا" حمزة ، يريد ولقد صرفنا هذا القول بين الناس في القرآن وفي سائر الكتب المنزلة على الرسل وهو ذكر إنشاء السحاب وإنزال القطر ليتفكروا ويعتبروا ويعرفوا حق النعمة [ ص: 543 ] فيه ويشكروا وعلي فأبى أكثر الناس إلا كفورا فأبى أكثرهم إلا كفران النعمة وجحودها وقلة الاكتراث لها أو صرفنا المطر بينهم في البلدان المختلفة والأوقات المتغايرة وعلى الصفات المتفاوتة من وابل وطل وجود ورذاذ وديمة فأبوا إلا الكفور وأن يقولوا : مطرنا بنوء كذا ، ولا يذكروا صنع الله تعالى ورحمته ، وعن - رضي الله عنهما - ما من عام أقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء ، وقرأ الآية ، وروي: أن الملائكة يعرفون عدد المطر ومقداره في كل عام ؛ لأنه لا يختلف ولكن يختلف فيه البلاد ، وينتزع من هنا جواب في تنكير البلدة والأنعام والأناسي . ومن نسب الأمطار إلى الأنواء وجحد أن تكون هي والأنواء من خلق الله تعالى كفر وإن رأى أن الله تعالى خالقها وقد نصب الأنواء أمارات ودلالات عليها لم يكفر
ابن عباس