هذا تمثيل لمنع الشحيح وإعطاء المسرف، وأمر بالاقتصاد الذي هو بين الإسراف والتقتير، فتقعد ملوما : فتصير ملوما عند الله، لأن المسرف غير مرضي عنده وعند الناس، يقول المحتاج: أعطى فلانا وحرمني، ويقول المستغني: ما يحسن تدبير أمر المعيشة، وعند نفسك: إذا احتجت فندمت على ما فعلت، محسورا : منقطعا بك لا شيء عندك، من حسره السفر إذا بلغ منه وحسره بالمسألة، وعن : جابر بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس أتاه صبي فقال: إن أمي تستكسيك درعا، فقال: "من ساعة إلى ساعة يظهر، فعد إلينا، فذهب إلى أمه فقالت له: قل له: إن أمي تستكسيك الدرع الذي عليك، فدخل داره ونزع قميصه وأعطاه وقعد عريانا، وأذن وانتظروا فلم يخرج للصلاة، وقيل: أعطى بلال الأقرع بن حابس مائة من الإبل وعيينة بن حصن، فجاء عباس بن مرداس ، وأنشأ يقول [من المتقارب]:
أتجعل نهيبي ونهب العبيـ ... د بين عيينة والأقرع؟
وما كان حصن ولا حابس
... يفوقان جدي في مجمع
وما كنت دون امريء منهما
... ومن تضع اليوم لا يرفع
فقال: يا ، اقطع لسانه عني، أعطه مائة من الإبل; فنزلت. أبا بكر