فصل في الركعتين قبل المغرب 283 - مسألة : قال : منع قوم من أبو محمد ، منهم التطوع بعد غروب الشمس ، وقبل صلاة المغرب مالك ، وما نعلم لهم حجة إلا أن وأبو حنيفة أحمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي قال ثنا محمد بن أحمد بن مفرج ثنا الصموت ثنا ثنا البزار عبد الواحد بن غياث ثنا حيان بن عبيد الله عن عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم { عبد الله بن بريدة } . بين كل أذانين صلاة إلا المغرب
[ ص: 22 ] قال : هذه اللفظة انفرد بها أبو محمد حيان بن عبيد الله - وهو مجهول - والصحيح هو ما رواه عن الجريري ، وقد ذكرناه آنفا . عبد الله بن بريدة
وذكروا عن إبراهيم النخعي : أن أبا بكر وعمر وعثمان لم يكونوا يصلونها وهذا لا شيء ; أول ذلك أنه منقطع ; لأن إبراهيم لم يدرك أحدا ممن ذكرناه ، ولا ولد إلا بعد قتل عثمان بسنين ، ثم لو صح لما كانت فيه حجة ; لأنه ليس فيه أنهم رضي الله عنهم نهوا عنهما ، ولا أنهم كرهوهما ، ونحن لا نخالفهم في أن ترك جميع التطوع مباح ، ما لم يتركه المرء رغبة عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا هو الهالك ، ثم لو صح نهيهم عنهما - ومعاذ الله أن يصح - لما كانت في أحد منهم حجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على من صلاهما من الصحابة رضي الله عنهم ، وقد خالفوا أبا بكر وجماعة من الصحابة في المسح على العمامة ، ومعهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا عجب أعجب من إقدامهم على مخالفة الصحابة إذا اشتهوا وتعظيمهم مخالفتهما إذا اشتهوا وهذا تلاعب بالدين لا خفاء به نعني هؤلاء المقلدين المتأخرين . وعمر
وذكروا عن أنه قال : ما رأيت أحدا يصليهما ، وهذا لا شيء أول ذلك أنه لا يصح ; لأنه عن ابن عمر أبي شعيب أو ، ولا ندري من هو ؟ وأيضا فليس في هذا لو صح نهي عنهما ، ونحن لا ننكر ترك التطوع ما لم ينه عنه بغير حق ثم لو صح عنه النهي عنهما ; وهو لا يصح أبدا ; بل قد روي عنه جواز صلاتهما ; لما كان فيه حجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على سائر الصحابة النادبين إليهما ; ومن العجائب أنهم لا يرون حجة قول شعيب { ابن عمر أبي بكر وعمر وعثمان فلم يقنت أحد منهم } إذ لم يوافق تقليدهم ، وقد صح هذا عنه ثم يجعلون ما لم يصح عنه ، حجة إذا وافق أهواءهم وهذا عجب جدا . صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف
قال : والحجة فيها هو ما حدثناه علي عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا ثنا البخاري عبد الله بن يزيد هو المقري - ثنا ثنا سعيد بن أبي أيوب سمعت يزيد بن أبي حبيب مرثد بن عبد الله اليزني هو أبو الخير قال : { فقلت : ألا أعجبك من عقبة بن عامر الجهني أبي تميم ; يركع ركعتين [ ص: 23 ] قبل صلاة المغرب فقال عقبة إنا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألت فما يمنعك الآن ؟ قال : الشغل } . أتيت
وبه إلى : ثنا البخاري محمد بن بشار ثنا عن محمد بن جعفر غندر ثنا قال : سمعت شعبة عمرو بن عامر الأنصاري عن قال { أنس بن مالك } . كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب
حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج أبو كريب ، كلاهما عن وأبو بكر بن أبي شيبة ابن فضيل عن عن المختار بن فلفل قال { أنس بن مالك } . كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نصلي ركعتين بعد غروب الشمس ، فسألت : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما ؟ فقال : كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا
قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقر إلا على الحق الحسن ، ولا يرى مكروها إلا كرهه ، ولا خطأ إلا نهى عنه . علي
قال الله تعالى { لتبين للناس ما نزل إليهم } .
قال : وقال بهذا جمهور الناس ، وروينا عن علي عن عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب قال " كنا أنس بن مالك بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري فركعوا ركعتين حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت لكثرة من يصليهما " فهذا عموم للصحابة رضي الله عنهم .
وروينا عن عبد الرحمن بن مهدي ; كلاهما عن وعبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عاصم بن بهدلة أنه رأى زر بن حبيش عبد الرحمن بن عوف يصليان الركعتين قبل صلاة المغرب . وأبي بن كعب
وقال عن حماد بن زيد عن عاصم عن زر عبد الرحمن وأبي مثل ذلك ، وزاد : لا يدعانهما .
وعن عن معمر الزهري عن : أنه كان يصلي ركعتين قبل صلاة المغرب . أنس
وعن عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة يزيد بن خمير عن [ ص: 24 ] عن خالد بن معدان رغبان مولى حبيب بن مسلمة : رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يهبون إلى الركعتين قبل صلاة المغرب كما يهبون إلى الفريضة .
وروينا عن عن وكيع سعيد بن أبي عروبة عن عن قتادة : ما رأيت فقيها يصلي الركعتين قبل المغرب إلا سعيد بن المسيب سعد بن مالك ، يعني . سعد بن أبي وقاص
وروينا من طريق حجاج بن المنهال عن عن حماد بن سلمة داود الوراق عن جعفر بن أبي وحشية : أن كان يصلي قبل المغرب ركعتين . جابر بن عبد الله
وعن عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة سليمان بن عبد الرحمن عن راشد بن يسار قال : أشهد على خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحاب الشجرة أنهم كانوا يصلون ركعتين قبل المغرب .
وعن عن محمد بن جعفر عن شعبة : أنه صلى مع الحكم بن عتيبة فكان يصلي الركعتين قبل المغرب . عبد الرحمن بن أبي ليلى
وعن عن وكيع : سمعت يزيد بن إبراهيم يسأل عن الركعتين قبل المغرب ؟ فقال : حسنتين جميلتين ; لمن أراد بهما وجه الله تعالى ، وبه يقول الحسن البصري وأصحابنا . الشافعي