1876 - مسألة : سواء ركنا وتقاربا أو لم يكن شيء من ذلك ، إلا أن يكون أفضل لها في دينه وحسن صحبته ، فله حينئذ أن يخطب على خطبة غيره ممن هو دونه في الدين وجميل الصحبة . ولا يحل لمسلم أن يخطب على خطبة مسلم
أو إلا أن يأذن له الخاطب الأول في أن يخطبها فيجوز له أن يخطبها حينئذ .
أو إلا أن يدفع الخاطب الأول الخطبة فيكون لغيره أن يخطبها حينئذ .
أو إلا أن ترده المخطوبة فلغيره أن يخطبها حينئذ وإلا فلا .
برهان ذلك - : ما رويناه من طريق حدثني مسلم أبو الطاهر نا عن عبد الله بن وهب عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عبد الرحمن بن شماسة أنه سمع [ ص: 166 ] على المنبر يقول : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { عقبة بن عامر } ففي هذا الخبر تحريم المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر حتى يذر . الخطبة على خطبة المسلم
ومن طريق أحمد بن شعيب نا إبراهيم بن الحسن المصيصي نا حجاج - هو ابن محمد - قال : قال : سمعت ابن جريج يحدث أن نافعا كان يقول : { ابن عمر } . نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبيع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب الرجل على خطبة الرجل حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب
قال : وأما إذا ردته المخطوبة فقد وجب عليه قطع الخطبة ، لأن في تماديه الإضرار بها والظلم لها في منعه بذلك غيره من خطبتها ، فكل خطبة تكون معصية فلا حكم لها . أبو محمد
وأما إذا كان فوقه في دينه وحسن صحبته فلحديث { المشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : من خطبك ؟ قالت : فاطمة بنت قيس ورجل من معاوية قريش آخر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما فإنه غلام من غلمان معاوية قريش لا شيء له ، وأما الآخر فإنه صاحب شر لا خير فيه ، انكحي أسامة ؟ قالت : فكرهته ، فقال لها ذلك ثلاث مرات : فنكحته } .
وروينا من طريق عن مالك عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فذكرت حديثها ، وفيه { فاطمة بنت قيس معاوية بن أبي سفيان خطباني ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما وأبا جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما أبو جهم فصعلوك لا مال له ، انكحي معاوية أسامة بن زيد قالت : فكرهته ، ثم قال : انكحي أسامة ، فنكحته ، فجعل الله فيه خيرا واغتبطت } . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : فإذا حللت فآذنيني ؟ قالت : فلما حللت ذكرت له أن
قال : فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار عليها بالذي هو أجمل صحبة لها من أبو محمد الكثير الضرب للنساء ، أبي جهم وأسامة أفضل من . معاوية
فإن قيل : وما يدريك أن هذا الخبر كان قبل خبر النهي عن أن يخطب أحد على خطبة أخيه ؟ .
[ ص: 167 ] قلنا : قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : { } وهذا حكم باق إلى يوم القيامة . الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة
ومن أنصح النصائح : أن يكون مريد يريد خطبة امرأة قد خطبها من هو أحسن صحبة ، وأفضل دينا ، من الذي خطبها قبله فيخطبها هو .
وأما إن ترك خطبتها من أجل الخاطب قبله فقط فما نصح المسلمة ولقد غشها وهذا لا يجوز .
وقد علمنا أن فتى من معاوية بني عبد مناف في غاية الجمال والحلم .
وأسامة - مولى كلبي أسود كالقار - فبالضرورة ندري أنه لا فضل له عليه إلا بالدين الذي هو نهاية الفضل عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في غاية النصحية لجميع المسلمين بلا شك .
وأما من قال : إن ذلك إذا ركنا وتقاربا فدعوى فاسدة باطل ، لأنه لم يعضدها قرآن ولا سنة ، ولا إجماع ، ولا قول صاحب ، ولا نظر صحيح إنما هو رأي ساقط فقط .