طاهران لأنه صلى الله عليه وسلم أمر العرنيين أن يلحقوا بإبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها " والنجس لا يباح شربه ، ولو أبيح للضرورة لأمرهم بغسل أثره إذا أرادوا الصلاة وكان صلى الله عليه وسلم يصلي في مرابض الغنم وأمر بالصلاة فيها ، وطاف على بعيره ( وريقه ) أي : ما يؤكل لحمه ( وبزاقه ومخاطه ودمعه ومنيه طاهر ) كبوله وأولى ( كمني الآدمي ) لقول ( وبول ما يؤكل لحمه وروثه ) { عائشة } متفق عليه . كنت أفرك المني من ثوب الرسول ثم صلى الله عليه وسلم يذهب فيصلي فيه
وقال امسحه عنك بإذخرة أو خرقة ، فإنما هو بمنزلة المخاط والبصاق رواه ابن عباس سعيد ورواه مرفوعا وفارق البول والمذي بأنه بدء خلق آدمي ويستحب [ ص: 195 ] غسله أو فركه إن كان مني رجل لما تقدم . الدارقطني
قال في المبدع : وظاهره لا فرق بين ما أوجب غسلا أو لا ، وصرح به في الرعاية ( ولو خرج ) المني ( بعد استجمار ) لعموم ما سبق قال في الإنصاف : سواء كان من احتلام أو جماع من رجل أو امرأة لا يجب فيه فرك ولا غسل ثم قال : وقيل مني المستجمر نجس دون غيره ( وكذا رطوبة فرج المرأة ) طاهرة للحكم بطهارة منيها ، فلو حكمنا بنجاسة رطوبة فرجها لزم الحكم بنجاسة منيها .
كلبن الهر والحمار ( وبيضه ) أي : بيض غير المأكول ، كبيض الباز والعقاب والرخم ( ومنيه من غير آدمي : نجس ) كبوله وروثه ( وسؤر ) بضم السين وبالهمز ( الهر ) ويسمى الضيون بضاد معجمة وياء ونون والسنور والقط ( وهو ) أي : سؤره ( فضلة طعامه وشرابه ) طاهر . ( ولبن غير مأكول )
( و ) سؤر ( مثل خلقه ) أي : مثل الهر في الخلقة ( و ) سؤر ( ما دونه ) أي : الهر في الخلقة ( من طير وغيره طاهر ) لما روى مالك وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه عن { أبي قتادة } شبهها بالخدام أخذا من قول الله عز وجل { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الهر إنها ليست بنجس ، إنها من الطوافين عليكم والطوافات طوافون عليكم } ولعدم إمكان التحرر منها ، كحشرات الأرض كالحية قال فطهارتها من النص . القاضي
ومثلها وما دونها من التعليل فطهور ولو لم يغب ) الهر ونحوه بعد أكله النجاسة ; لأن الشارع عفى عنها مطلقا لمشقة التحرز ( وكذا فم طفل وبهيمة ) إذا أكلا نجاسة ثم شربا من ماء يسير قال ( فلو أكل ) هر ونحوه ( نجاسة ثم ولغ في ماء يسير ابن تميم فيكون الريق مطهرا لها ودل كلامه أنه لا يعفى عن نجاسة بيدها أو رجلها ، نص عليه ( ولا يكره سؤرهن نصا ) قال في المبدع : نص عليه في الهر ، ولعموم البلوى بنقر الفأر وغيره .
( وفي المستوعب وغيره لأنه يورث النسيان يكره سؤر الفأر ; إذا لم تكن مضبوطة نصا ) . ويكره سؤر الدجاجة
لأن الظاهر نجاسته ( وسؤر الحيوان النجس ) كالكلب والبغل والحمار على القول بنجاستهما ( نجس ) أما الشراب فلأنه مائع لاقى النجاسة وأما الطعام فلنجاسة ريقها الملاقي له [ ص: 196 ]