مكة من أعلاها وضربت له هنالك قبة ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل أن يدخلها من أسفلها ، وكان على المجنبة اليمنى ، وفيها خالد بن الوليد أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة ، وقبائل من قبائل العرب ، وكان أبو عبيدة على الرجالة والحسر ، وهم الذين لا سلاح معهم ، وقال لخالد ومن معه : إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصدا حتى توافوني على الصفا ، فما عرض لهم أحد إلا أناموه .
وتجمع سفهاء قريش ، وأخفاؤها مع ، عكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو بالخندمة ؛ ليقاتلوا المسلمين ، وكان حماس بن قيس بن خالد أخو بني بكر يعد سلاحا قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت له امرأته : لماذا تعد ما أرى ؟ قال : لمحمد وأصحابه ، قالت : والله ما يقوم لمحمد وأصحابه شيء ، قال : إني والله لأرجو أن أخدمك بعضهم ، ثم قال :
إن يقبلوا اليوم فما لي عله هذا سلاح كامل وأله [ ص: 357 ] وذو غرارين سريع السله
إنك لو شهدت يوم الخندمه إذ فر صفوان وفر عكرمه
واستقبلتنا بالسيوف المسلمه يقطعن كل ساعد وجمجمه
ضربا فلا نسمع إلا غمغمه لهم نهيت حولنا وهمهمه
لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه
[ ص: 358 ] وركزت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحجون عند مسجد الفتح .
ثم نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله حتى دخل المسجد ، فأقبل إلى الحجر الأسود ، فاستلمه ثم طاف بالبيت ، وفي يده قوس ، وحول البيت وعليه ثلاثمائة وستون صنما ، فجعل يطعنها بالقوس ويقول : ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) الإسراء : 81 ] ، ( جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ) [ سبأ :49 ] ، والأصنام تتساقط على وجوهها .