ثم يدخل مكة فيطوف طواف الصدر توديعا للبيت ، ولهذا يسمى ، وأنه واجب على أهل الآفاق عندنا لما ذكرنا فيما تقدم فيطوف سبعة أشواط لا رمل فيها ; لأنه طواف لا سعي بعده ، ويصلي ركعتين ثم يرجع إلى أهله ; لأنه لم يبق عليه شيء من الأركان والواجبات ، كذا ذكر في الأصل ، وذكر طواف الوداع في مختصره عن الطحاوي أنه إذا فرغ من طواف الصدر يأتي أبي حنيفة المقام فيصلي عنده ركعتين ثم زمزم فيشرب من مائها ، ويصب على وجهه ورأسه ثم يأتي الملتزم ، وهو ما بين الحجر الأسود والباب ، فيضع صدره وجبهته عليه ، ويتشبث بأستار يأتي الكعبة ، ويدعو ثم يرجع ، وذكر في العيون كذلك ، إلا أنه قال في آخره : ويستلم الحجر ، ويكبر ثم يرجع .
وروي عن أنه قال : إن دخل أبي حنيفة البيت فحسن ، وإن لم يدخل لم يضره ، ويقول عند رجوعه : آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، والله الموفق .