( وأما ) بيان فنقول - وبالله تعالى التوفيق : ( أما ) ما يصنع بقتلى الطائفتين ، لا يغسلون ، ويدفنون في ثيابهم ، ولا ينزع عنهم إلا ما لا يصلح كفنا ، ويصلى عليهم ; لأنهم شهداء لكونهم مقتولين ظلما وقد روي أن قتلى أهل العدل فيصنع بهم ما يصنع بسائر الشهداء زيد بن صوحان اليمني كان يوم الجمل تحت راية سيدنا رضي الله عنهما فأوصى في رمقه : لا تنزعوا عني ثوبا ، ولا تغسلوا عني دما ، وارمسوني في التراب رمسا ، فإني رجل محاج أحاج يوم القيامة ( وأما ) علي فلا يصلى عليهم ; لأنه روي أن سيدنا قتلى أهل البغي رضي الله عنه ما صلى على أهل عليا حروراء ، ولكنهم يغسلون ويكفنون ويدفنون ; لأن ذلك من سنة موتى بني سيدنا آدم - عليه الصلاة والسلام - .
ويكره أن تؤخذ رءوسهم ، وتبعث إلى الآفاق ، وكذلك رءوس أهل الحرب ; لأن ذلك من باب المثلة ، وإنه منهي لقوله عليه الصلاة والسلام { } فيكره إلا إذا كان في ذلك وهن لهم ، فلا بأس به لما روي { لا لا تمثلوا رضي الله عنه جز رأس عبد الله بن مسعود أبي جهل - عليه اللعنة - يوم بدر وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبا جهل كان فرعون هذه الأمة } ولم ينكر عليه . أن
ويكره ; لأنه إعانة لهم على المعصية ، ولا يكره بيع السلاح من أهل البغي وفي عساكرهم ; لأنه لا يصير سلاحا إلا بالعمل ونظيره أنه يكره بيع المزامير ، ولا يكره بيع ما يتخذ منه المزمار ، وهو الخشب والقصب ، وكذا بيع الخمر باطل ، ولا يبطل بيع ما يتخذ منه ، وهو العنب كذا هذا والله - سبحانه وتعالى - أعلم . بيع ما يتخذ منه السلاح كالحديد ونحوه